يكاد الإجماع يكون مطلقًا على أن "المنكب المنكوب" قد أصبح منذ بضعة عقود مرتعًا للمنافقين ومسرحًا لحياكة الدسائس بأيادٍ جريئة على النهب والفساد والمعتقد والقيم.
ترى من أين لهذا الشعب هذه القدرة "الجبّارة" على الجمع بين المغالطة التي تزاوج بين الكذب الممنهج والنفاق المتقن، وبين حالة من التدينٍ الزائف الذي يستعرض المعرفة بتكبر وادعاء، وسلوكيات فاسقة تخضع للمصالح المادية الشخصية دون أدنى تورع أو تأمل في عواقبها؟
هما من أبرز العوامل التي أدت إلى انزلاق بلاد التناقضات الكبرى في مستنقع هشاشة الدولة وعدم استقرارها. فحين يغيب الإدراك العميق للماضي وإرثه الثقافي والاجتماعي، يصبح من الصعب بناء رؤية مستقبلية واضحة تعزز أسس الدولة الراسخة. التاريخ ليس مجرد حكايات تُروى، بل هو مرآة تعكس هوية الشعوب ووعيها بذاتها، وأداة لفهم التحولات التي مرت بها الأمم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس منّا من دعا إلى عصبية، وليس منّا من قاتل على عصبية، وليس منّا من مات على عصبية”
لا عيب مطلقًا في تحسين وتطوير وتغيير المواثيق والدساتير والمعاهدات والاتفاقيات وغيرها، إذا استدعت الضرورة ذلك، استجابة للتحديات والمستجدات التي لا تهدأ.
"إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا"
يوماً بعد يوم، تكشف وسائل التواصل الاجتماعي عن مستويات غير مسبوقة من انحدار المجتمع نحو قيعان الابتذال والرذيلة والقطيعة مع القيم، مما يعكس أزمة أخلاقية وثقافية عميقة.
كتب البروفيسور سيدي الشيخ ردًا راقيًا ومؤثرًا على التصريحات غير اللائقة التي أُسندت للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، والتي وصف فيها أطباء البلد بالجزارين. وهذا الكلام، لا يمكن أن يصدر عن أي شخص في أي مكان في العالم، لغياب مبرراته، ولا استقامته في أي ثقافة أو مجتمع، إذ إنه ببساطة لا يتوافق مع القيم الإنسانية الأساسية في جميع اللغات والشعوب.
Permettez-moi d’abord de saluer vos mérites incontestables et l’engagement exemplaire qui vous ont valu une confiance méritée en vous confiant cette haute fonction.