ومرة أخرى ينتشل رئيس الجمهمورية مهرجان المدن القديمة من خواء الحضور المعطاء بخطاب حمال لقيم ومثل المدنية التي - إن تم تفعيلها - قد تطرد أشباح الظلامية التي ما زالت تحجب قرص الشمس عن البلد وتمنع اللحاق بركب الأمم منذ واحد وستين عاما من الاستقلال.
ومرة أخرى قام البعص، كما كان يفعل في كل مرة، بالحساب قبيل كل مهرجان من مهرجانات المدن القديمة للأموال التي تصرف لتنظيمها على حساب الخزينة العامة لفائدة ثلة من "المحظيين" وفق معايير انتقائية ظالمة دون الشعب - في جمهوره الكبير المتعطش إلى استيعاب تاريخ - على حساب الخزانة العامة، فيقفون مندهشين أمام فداحة الخسار وغياب المخرج الذي لا يرفع شأنا للبلد ولا
وأنا أراجع أسماء السياسيين والخطباء والمنظرين والحقوقين والاستشرافيين الموريتانيين على مدى اربعة عقود تحديدا، استوقفتني جملة من الملاحظات التي أبت أن تمر مر الكرام، بل وألحت علي للتأمل فيها مهما صدت عن ذلك النفس اللئيمة في صراعها بداخلي مع توامتها "السيباتية" المستكبرة، ومهما تمادت في استنكار كسر الحاجز النفسي بينها وبين الرجعية الظلامية والتقدمية ال
وبينما تتحرك الأمم بمثقفيها ومتعلميها على وقع العصر ونبضات التطور الهائل الحاصل في جميع المجالات و الميادين وعلى كافة الاصعدة، تتراجع قيم المدنية القهقرى، في بلاد المليونيات والادعائية المفرطة، إلى حد يعود صدى التقهقر الرجعي من أعماق الكهوف فيحل به الظلام في النفوس بعدما تنطفئ من حولها شموع التحضر التي اكتسبت بالتعليم في الخارج على نفقة الدولة.
تعود هذه الأيام وبحدة مضامين السيباتية بكل تجلياتها حيث القريض سيد الخطاب والنفاق أعلى مراتب التأثير النفسي والحربائية قمة الوصولية والكذب لب التملق ووسيلة لبلوغ مرامي الطمعية.
إنها السيباتية لا تغادر الطباع، تفور كالبركان عند كل مناسبة سياسوية لتضرب عرض الحائط بكل أصول التحضر وتهز ثوابت الدولة وتشيب قيم المدنية.