لن يضير الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني تصديه بهوء وترفع لمردة السياسة الذين يعملون فقط من وراء الحجب وهم يعلمون أن طموحهم لا يمكن أن يتجاوز عتبة التمتع بالحضور المطأطئ الرأس وراء ظل صنائعهم التي تتقطع أنفاسهم عند أفول أي منها.
لا شك أن دخول الاستعمار إلى فضاء هذه البلاد، الرحب الذي لم يعرف قبله "مفهوم" الدولة المركزية، واجه رفضا قاطعا وعاما حمل طابع وعنوان "الجهاد" غيرة شديدة على المعتقد من "النصارى".
من المعلوم بداهة ألا مؤسس "فردا" لأحزاب الأنظمة - المعرفة في السياق السياسي بـ"الاحزاب الحاكمة" - بقى في وجدان الشعوب أكثر من قترة "حكمه" التي لا محالة مارس فيها بواسطة "الحزب" أفعالا تنتمي إلى أفعال العسف التحكمي وشططا سياسيا مارقا على أصحاب الرأي المغاير و الأحزاب المعارضة قل ذلك أم كثر بحسب مزاجه.
أعجب لادعائية بألمعية لا يثبتها على أرض الواقع حضور مقنع وعطاء لافت فيه إبداع وتحيين. وأعجب للتغاضي عن حال ثقافية يرثى لها ونضوب فكري يعريه غياب التأليف ونضوب حقول الفكر.
وترى الانتهازيين هذه الأيام الفاصلة عن تخليد عيد الاستقلال في "اكجوجت" عاصمة ولاية "إينشيري" يشحذون همم الطمع ويعدون مراكب النفاق والتزلف لقتل روح المناسبة العظيمة وتحويلها إلى كرنفال تجري فصوله بأموال وسيارات الدولة ووقودها ذهابا وإيابا من العاصمة بأمواجهم التي لا تنتهي.
في حين كانت أغلب محاضرات محدثينا، من المؤرخين و الباحثين والأكاديميين، تكرارا بلا تحيين وتعلقا مرضيا بأهداب الأسطورة والخرافة دون علمية التناول، وبالتغني الشاعري بالماضي دون الاستخلاص والاستنباط والتمحيص والغربلة والاستشراف، كان غيرنا من المغاربة والجزائريين يجتهدون، بأكاديمية عالية وتناول منهجي متبصر ومهارة ومقدرة بالغتين على التحقيق، في تقديم مضامي
في السنغال المجاور يقدم أحد رجال "الأعمال" هارون ديا دعما للصحة متمثلا في خمس وستين (65) سيارة إسعاف جديدة، هدية للمستوصفات والمراكز والعيادات الصحية الطبية في محافظة بشمال البلاد.
ويضرب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني المثل الحسن في بداية مأموريته بهذا التعفف الاستثنائي عن المال العام وهو مقبل على أمر عائلي ملح في الخارج في كل تكاليفه على نفقته الخاصة.