نظم مركز "مبدأ" ندوة قيمة تحت عنوان "الانفتاح السياسي في موريتانيا ودوره في تكريس الديمقراطية" حضرها جمهور كبير غصت به القاعة، وأنعشها لفيف من المحسوبين على النخبة السياسية بكامل أطيافها وتوجهاتها.
إن الثقافة، التي تعاني بشدة من خور "النخبة" قد سقطت خلال العشرية المنصرمة في شباك "العصاباتية" التي وزعتها بإحكام بين أطر "تنظيمية" مبتكرة بعضها حمل عناوين مهرجانات هزيلة وجوائز مبتذلة وأدب مومس ومتدني، وبعضها الآخر عناوين مختلفة، كحماية التراث ونفض الغبار عن تاريخ الجهاد، والتي لا تقل في مساراتها ضعفا وطمعا.
Les grands dirigeants ont, depuis la nuit des temps, allié au charisme la capacité de communiquer avec aisance. La parole saine met au clair les choses, balise les chemins empruntés et les rend lumineux.
سألت أحد أساطين إعلام العشرية "الممجد" ما زال في المشهد وقد قلب البدلة قولا وفعلا بلا حياء:
- لأية مجموعة في "الوات ساب" تنتمي؟
رد مشمئزا ومترفعا:
- أنا لست سوقيا حتى أعرض نفسي على كل من هب ودب عبر وسائط التواصل الاجتماعي؟
قلت مبتسما:
إن من ضحايا تهميش العشرية إعلاميين وكتابا صادقين حرروا حاشية لـ"متن" عشرية حملت كل أصناف الفساد والغبن والتهميش، وقد نبذوا كغيرهم من علية المثقفين والأطر ذوي الأيادي البيضاء والسير الناصعة، وأصحاب الوجاهة السياسية والمبادئ السامية بسبب التزامهم.
إن في هذا البلد، الذي تنتشلون من غيابات الجب، معادن أصيلة وتربة نادرة من الرجال الأكفاء طمرتها عوامل التعرية بغبار الفساد والتهميش والغبن والظلم على إيقاع هوج عصفها الذي دام عشرا.
يبدو ملحا، والبلد يعبر إلى مرحلة تصحيح وتقويم مشتعجلين، أن تُجتث وبلا تردد من جذورها الضاربة في الفساد والافساد رواسبُ العشرية "المعشعشة " في جميع القطاعات والدوائر والدواوين، وقي مسالك وشرايين الإعلام العمومي ومفاصل المؤسسات الاستشارية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتخطيطية، والجهات ذات الطابع الاستشاري والإرشاد الديني الموجه هو الآخر.