وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ
وَإِن خالَها تَخفى عَلى الناسِ تُعلَمِ
مهما يكن من التغطية الصاخبة للممارسة السياسية - في بلاد المليونيات - بالكلام الملقى على العواهن شعرا ونثرا ومرسلا للواقع السياسي، فإن أحوال البلد تراوح، منذ ما قبل العشرية، مكانها على خلفية تخلف تنموي صارخ و مدني مزري وثقافي مقلق واجتماعي ما زال موصوما بالرجعية ذات الدعائم القبلية والطبقية والادعائية الاستحوائية على كل شيء بلا تردد أو حساب أو جهد أو إبداع حتى في التعاطي مع السياسية التي وصلت في بداية القرن المنصرم نبيلة لتهيئة النفوس السيباتية وتغرس القيم الوطنية المتمدنة في حيز التحضر الذي أضحى سمة العالم كله، وبناء الوطن السوي، وضمان التطوير والتحديث بوسائل العصر، وتحقيق الوحدة والعاَدالة الدائمتين.
إنه من ناحية، غياب القيم العليا وضعف التحضر والمدنية والاستمساك المرضي بالنظام القبلي بكل سلبياته من بعد إفراغ القبيلة من كل مضامينها الإيجابية، ومن ناحية أخرى تأصيل ثقافة "البلادة la platitude et l'abrutissement والعزرف عن العمل مقابل التكسب بالشعر المفرغ من كل المضامين النبيلة، والنثر المخنث ومد اليد السافر بلا خجل "fénéantise".