ليس العام 2019 عاما عاديا بحسابات كل الأزمنة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإستراتيجية الموريتانية، فهو عام تهفو إليه القلوب والأبصار منذ آماد، وإليه تشرئب الأعناق من سهول الهم الوطني ونجاده العطشى لعام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون.
للأسف الشديد وكما توقع كثيرون نشأ خلاف حاد مؤخرا بين أقطاب المعارضة الوطنية حول تسمية "المرشح التوافقي" المحتمل الذي تخطط هذه القوي لدعمه في الرئاسيات القادمة
في الوقت الذي تواصل فيه فرق الإنقاذ محاولاتها الأخيرة في سبيل العثور على أكثر من300 عامل مفقودين، وقد يكونون طمروا تحت آلاف الأطنان من الطين والوحل عندما كانوا يتناولون الغداء يوم الجمعة الماضي جراء إنهيارات وانزلاقات للتربة خطيرة في منجم بولاية ميناس جيرايس تعود ملكيته للعملاق العالمي شركة فالي البرازيلية...
ابتلع المرجفون ألسنتهم وهدأت موجات التزلف العاتية التي حاولت أن تجرف مواد من الدستور إن لم يكن كله، لولا أن هذه الأمواج كانت زبدا صاخبا لكنه خاو ذهب جفاء.
سيئ هو، وإلى حد الضياع، وضع الثقافة في بلاد تكثر في أدبياتها العنترية الادعائية المفرطة بالعلم والنبوغ والألمعية وبز الشعوب والأمصار في كل مدارك العلوم وتشعبات الآدب ومجالات الثقافة. إنها وضعية يرثى لها حيث يلحظ، مجردا من الشك، هذا الواقع المهلهل الأستار من خلال غياب:
الاكتئاب اللئيم اكتئاب خبيث غير صريح يتسلل من تحت عقب الباب، يخرج من درج مكتبك، يفاجئك وأنت رايح تنام، يصفعك على قفاك وأنت سائر فى الطريق العام، يباغتك على حين فجأة ولا تملك له ردًا.