سبيلا منها إلى كسر الجمود المخيم على المشهد الثقافي الوطني تقوم جمعية الشيخ سيديا باب الموقرة بإحياء ندوات علمية من طراز رفيع حول مواضيع متنوعة، رفيعة المستوى وبالغة المقاصد العلمية في التقديم الأكاديمي والطرق المنهجي؛ مراضيع تنعش الذاكرة التاريخية لتربط الماضي المشرق بالحاضر الذي تهدده العولمة بسلب الخصوصية الثقافية وتشويه الميراث التاريخي العظيم.
ولما أن الجمعية النشيطة قد قدمت، في أول ندوة نظمتها، محاضرة أكاديمية عن العالم والولي والقائد الشيخ سيدي باب، القامة الكبيرة والشخصية الفذة والمربي الروحي والعالم البحر وصاحب المناقب العالية، مغلب السلم على الفوضى بمقارعة الظلم وفرض نشر العدالة على خلفية الدفاع الواعي عن الملة، فإن ندوة اليوم الجمعة 28 اكتوبر 2022، الثانية للجمعية، احتضنتها قاعة المحاضرات بجهة نواكشوط (المجموعة الحضرية) حول شخصية العالم والمجاهد السيخ ماء العينين بن الشيخ محمد فاضل ابن مامين تحت عنوان: الشيخ ماء العينين بين الجهادين، انعشها دكتوران أحاطا باكاديمية عالية بالموضوع وقد اسهبا في الحديث عن استثنائة العالم المجدد والمؤلف المتمكن والمجاهد العنيد والمنفق الفريد. وثعاقب من بعد المحاضرين معقبون أثر وا الموضوع نثرا وشعرا.
ولم تنته التظاهرة القيمة عند هذا الحد، فقد كرمت الجمعية خبيرا موريتانيا في الأرصاد، وهو تقليد لديها، غير مسبوق، يظهر الوجه الآخر للجمعية والمتمثل في تعدد اهتماماتها وتنوع إسهاماتها وتدخلاتها الَميدانية في الحقل الانساني بكامل أوجهه.
وبهذا المجهود المتصاول فإن جمعية الشيخ سيدي باب تيتحق الاشادة بدورها الرائد وقد استطاعت من خلاله اقتفاء أثر الولي الصالح والعالم الفاتح، فريد زَمانه وعبقري عصره، الذي تميز بتقدمه على أقرانه ببعد النظر وحسن قراءة الواقع وقوة الاستشراف.