بينما تشهد السياسوية أوج ازدهارها في فصاءات التعاطي المومس تحت خيام الرجعية الحمراء، في أكواخ الطبقية العصية على الزوال وداخل أعرشة الشرائحية الممزقة الأوصال بين الانهزاميين أمام إغراءات التبعية وبين المتعاطين نخاسة القضايا الحقوقية والانسانية المفضوحة، ممارسة يكفر فاعلوها بقواعدها الصارمة ويتدثرون بادعائية الانضباط الجريئة والالتزام الكاذب؛
تستمر رافعة الثقافة في التآكل وتهيمن عليها اللوبيات الرجعية المتزمتة والعصابات الانتفاعية التي تفتقر إلى الوازع الوطني والديني والأخلاقي وسط انهزامية المثقفين الصارخة وصناع القرار الثقافي العاجزين؛ انهزامبة ناطقة بغياب المنتج الفكري والعلمي والفني من ناحية، وضعف الارادة المكشوف وغياب القدرة على وضع استراتيجيةثقافية واضحة المعالم قابلة للتطبيق ورفع التحديات الكثيرة، علما بأن الثقافة أهم رافد لأية عملية اصلاح سياسي يراد تحقيقه، وأن ضعفها هو أعتى أسباب انكسار الدول في مسارها، والشعوب في تشكل نضجها، واستحالة خروج هذه الدول وشعوبها معا من شرنقة الماضي الكابح.
وهل نحن إلا في هذه الصورة أو بالحرى هذه الوضعية؟