إن في هذا البلد، الذي تنتشلون من غيابات الجب، معادن أصيلة وتربة نادرة من الرجال الأكفاء طمرتها عوامل التعرية بغبار الفساد والتهميش والغبن والظلم على إيقاع هوج عصفها الذي دام عشرا.
يبدو ملحا، والبلد يعبر إلى مرحلة تصحيح وتقويم مشتعجلين، أن تُجتث وبلا تردد من جذورها الضاربة في الفساد والافساد رواسبُ العشرية "المعشعشة " في جميع القطاعات والدوائر والدواوين، وقي مسالك وشرايين الإعلام العمومي ومفاصل المؤسسات الاستشارية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتخطيطية، والجهات ذات الطابع الاستشاري والإرشاد الديني الموجه هو الآخر.
Il est inadmissible que les irréductibles de l’hypocrisie continuent au parti et dans l’hémisphère de chanter haut et fort, bien à tort, les fausses louanges d’une décennie de gabegie et d’injustice. Un constat amer bien établi par la force de cette persévérance, hélas, propre au pays des grandes contradictions.
من حسنات العهد الجديد أيضا تلاشي الاحتقان السياسي، الذي كان مبنيا على إيقاع قرع طبول أحزاب الأغلبية الانتفاعية المواربة وأهازيج فرقة غوغائية من النواب الذين نجحوا بالمال العام وبمؤازرة الإدارة الموجهة واتكاء على دعيمتي:
من حسنات العهد الجديد، التي تزداد باضطراد، أن جف حبر الأقلام المتزلفة وخرست ألسن الحناجر المومسة ونشف ريقها اللزج، وحبذا من بعد هذا اليسر الذي أعقب عسرا أن يمنع سدنة منابر التغزل بالأحكام على كل ضامر من القول وكل فج يتراءى ومن فوق المنصات وجول الطاولات المستديرة الحوارية إذاعية وتلفزيونية بكل لغات الخشب وافتتاحيات التملق لإعلان الولاء بلسان الماضي ال
ما زالت الساحة الثقافية تَبصق بضعفها على أرضية واقعها "الجاف" وتحرك غبارها المفتقر إلى الوزن من خواء الإنتاج وغياب الإبداع؛ ساحة ثقافية لم يشفع لضعفها ما يحاك فيها عبثا - لوجه الانتفاع العرضي - من تظاهرات باهتة لا تحمل عمقا ولا تترك أثرا، يقيمها من حين لآخر وعلى الأغلب بعض المدعين، تحت أسماء كبيرة وبعناوين براقة تدعي حملَ لواء الفكر والثقافة والأدب؛
"اقطع تنهاب"، قول شائع من قاموس "السيبة" متبع في بلاد "التناقضات الكبرى"، وهو بمثابة ميثاق النجاح في كل معتركات الاضرار بمفهوم الدولة وميزانياتها ومقدراتها، ولغرض بناء مكان متقدم على هرم التمكن من رقاب العامة.
ليس خبث السياسة عندنا كما هو خبثها عند غيرنا، إذ لا مكان عند الخوض في مُعتركها -إلا قليلا- من داخل الأحزاب لـ:
إنهم الأساتذة أنفسهم الذين هجروا نبل التعليم وسمو رسالته إلى لغة الخشب التمجيدية المتقعرة بلازمة شعرية مفتعلة يملؤون بخوائهم من مضامين المكانة التي حصلوا بالدراسة، ومعهم "السياسويون" المتحولون والمستذأذبون بلا مبادئ ثابتة أو خطاب مرجعي، الذين يجلسون جميعهم بلا خجل على ذات الكراسي حول نفس الطاولات والموائد الحوارية التي جلسوا عليها طيلة العشرية المنصر