نص كلمة فخامة رئيس الجمهورية:
“بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلین
– معالي الوزیر الأول؛
– السید رئیس الجمعیة الوطنیة،
– السید رئیس المجلس الدستوري؛
– السید زعیم المعارضة الدیمقراطیة؛
– السادة الوزراء؛
– السادة رؤساء الھیئات العسكریة والأمنیة؛
– أصحاب السعادة السفراء، وممثلو البعثات الدبلوماسیة؛
– السادة والسیدات ممثلو المنظمات الدولیة المعتمدون في بلادنا
– السادة العمد؛
– أیھا الحضور الكریم؛
السلام علیكم ورحمة الله وبركاته،
لقد حرصت أن أشرف شخصیا على انطلاق مؤتمركم ھذا لقناعتي الراسخة بمحوریة الدور الذي یؤدیه العمد والمجالس البلدیة في تنفیذ استراتیجیتنا الوطنیة للامركزیة.
ونحن نعتبر أن اللامركزیة من حیث ھي إصلاح مؤسسي للدولة بحكم ما تستلزمه من توزیع الصلاحیات بین المستوى المركزي ومختلف دوائر الحكامة المحلیة، تعد من أبرز رھانات التنمیة الشاملة المستدیمة، ذلك أن المواطن، الذي ھو غایة كل التدابیر الإنمائیة، لا یمكن حل مشاكله وتعزیز دوره في بناء التنمیة، تصورا وتنفیذا، انطلاقا من المستوى المركزي حصرا، بفعل ترامي أطراف وطننا وعشوائیة التقري فیه غالبا.
ومعلوم أن إشراك المواطن في تسییر تنمیته المحلیة لمما تتوقف علیه نجاعة تنفیذ البرامج والمشاریع التنمویة.
ولذا، وجھنا الحكومة، بالتركیز على تنمیة اللامركزیة ودعم الحكامة المحلیة وقد أحرز في ھذا السیاق الكثٮر من النتائج المعتبرة كوضع استراتیجیة وطنیة للامركزیة، وإنشاء المجلس الأعلى للامركزیة، وكالعمل الجاري حالیا على زیادة الدعم المالي للسلطات البلدیة بالتوازي مع نقل الصلاحیات إلیھا تدریجیا.
وأود التأكید ھنا على أنه بقدر ما تنقل إلیكم الصلاحیات تدریجیا، بالموازاة مع الموارد المالیة المخصصة لممارستھا، بقدر ما تزداد جسامة المسؤولیة الملقاة على عواتقكم بخصوص تقریب الخدمة من المواطن بنحو سلس وشفاف والإسھام الفعال في التنمیة المحلیة.
ویتطلب منكم ذلك باستمرار تأھیل طواقمكم لتكون قادرة على التعامل مع ما یلازم ھذه المسؤولیة من تحدیات كبیرة.
كما أن الصلاحیات التي یتم نقلھا إلیكم مناطة بالمجلس البلدي الذي یرأسه العمدة، فلا بد، إذن، من إشراك ھذا المجلس في البرامج البلدیة تصورا، وتخطیطا، وتنفیذا.
فمن أھم مقاصد اعتماد النسبیة في الانتخابات البلدیة توسیع دائرة التمثیل لیكون المجلس أكثر تعبیرا عن الإرادة المحلیة في تنوعھا.
ثم إن المجالس البلدیة ركن أساس في منظومة الحكامة المحلیة إلى جانب المجالس الجھویة والإدارة الإقلیمیة، وسیظل نجاح ھذه المنظومة رھین بمستوى التشاور والتنسیق بین مختلف مكوناتھا.
أیھا السادة والسیدات؛
یجب على العمد أن یعملوا في دوائرھم الانتخابیة على تجسید قیم الجمھوریة، والإسھام الفعال في التحول التنموي والمجتمعي المراد تحقیقه.
فلا بد أن تكون ممارساتھم نقیة من شوائب العقلیات الاجتماعیة البائدة، من طبقیة وقبلیة وفئویة ضیقة، مرسخة لقیم الجمھوریة فیما تعنیه من مساواة في النفاذ إلى الحقوق دون اعتبار لما عدا المواطنة.
كما یتعین علیھم كذلك الإسھام في ترسیخ قیم الجمھوریة ھذه، بالتوجیه والتوعیة، وفي ھذا السیاق فإنني أعول علیكم جمیعا، في إنجاح مشروع المدرسة الجمھوریة، لتمكین أبنائنا من الاستفادة، في ظروف متماثلة، من خدمة تعلیمیة ناجعة.
فالتعلیم، ھو الذي یغرس في نفوس الناشئة، قیم المواطنة، والمدنیة، وأھمیة الوحدة الوطنیة، ویھیئھم للاندماج السلس والفعال في الحیاة الاجتماعیة والمھنیة.
لا بد لنا أن نضمن تعلیما ابتدائیا موحدا یجمع كل أبنائنا في مدرسة واحدة في ظروف متماثلة، فذاك أساس التغلب بنحو مستدیم على مختلف تحدیات الوحدة الوطنیة واللحمة الاجتماعیة.
وإنني لأعول علیكم، كذلك، بشأن المساھمة في معالجة النزاعات العقاریة على نحو لا یتعطل معه النفاذ إلى الموارد الطبیعیة ولا تتعرقل معه المشاریع التنمویة ولا تفوت به حقوق ذوي الملكیة المستوفیة الشروط.
وإدراكا مني لحجم المسؤولیة الملقاة على عواتقكم فقد وجھت الدوائر المختصة بتحسین ظروفكم دعما لكم على أداء دوركم على الوجه المطلوب.
وإنني إذ أطلب منكم منح التوجیھات الآنفة كل العنایة اللازمة، لأعلن على بركة الله افتتاح ھذا الملتقي راجیا لأعماله التوفیق والنجاح.
أشكركم والسلام علیكم ورحمة الله”.