بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وببالغ الحزن والأسى، تلقينا نبأ وفاة المشمول برحمة الله الشيخ ماء العينين ولد محمد الأمين اشبيه، الوالد والخال والعم ، والمفكر الإسلامي والسياسي المحنك من جيل حركة النهضة والتأسيس والمثقفين الأوائل وأحد أبرز أوجه النضال ونشطاء التحرر، وسفراء تحقيق الالتحام بالحضن العربي، وتوطيد الوحدة الافريقية على أساس الدين والمصير المشترك، ومن رعيل الشعراء الحداثيين الملتزمين، والكتاب المخضرمين، والنقاد المشهودين، والروائيين المبدعين والمحللين الاستشرافيين، والباحثين المجيدين، والمؤرخين المدققين، والنسابة العارفين.
بوفاة هذا العلم البارز تنطفئ شمعة أضاءت دروب عديد الأجيال وأسهمت في تشكل الدولة وإرساء قواعد الديبلوماسية السامية؛ شمعة ظل صاحبها منشغلا حياته بالبحث والكتابة، وملهما وفارسا لم يترجل يوما عن صهوة حصانه في سوح الشرف والابداع، يأتزر كبرياء الفرسان ويمتشق سيف العز.
اللهم اغفر له وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نُزُله، ووسع مُدخلهُ، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار.
ولا نقول الا ما يرضي الله عز وجل: إنا لله وإنا إليه راجون
الولي ولد سيدي هيبه
الرباط 26-03-2023