انطلقت بقصر المؤتمرات بنواكشوط ورشة ينظمها الحزب تحت عنوان: الواقع الإعلامي للحزب والآفاق المستقبلية، ويشارك فيها العديد من القيادات الحزبية والخبراء واللجان الإعلامية، وستدوم يومين يتدارس فيهما المشاركون واقع الإعلام الحزبي وأهم السبل للاستفادة من تقنيات الإعلام والاتصال لتطويره، من أجل المواكبة الكاملة للتغيرات الهائلة والمهمة التي يشهدها البلد بقيادة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وقد ألقى رئيس الحزب السيد سيدي محمد ولد الطالب أعمر كلمة هامة أثناء افتتاح الورشة، هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
أيها السادة والسيدات
تمر بلادنا هذه الأيام بمراحل هامة من تاريخها، أساسها العمل الجاد من اجل حماية الإنسان الموريتاني وكرامته، وعبر إنصاف كل الفئات الوطنية وإعطاء كل ذي حق حقه، انسجاما مع رؤية فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني المسطرة في برنامج “تعهداتي”، الذي شكل أملا لم تخيبه الوقائع والأحداث خلال ما يزيد على سنتين ونصف من العمل الحكومي الدؤوب.
لقد كانت هذه الفترة حافلة بالإنجازات رغم تفشي الوباء في بلادنا وفي العالم، حيث وقفت الدولة بعزم وثبات أمام كل الأخطار الماثلة والمتوقعة من خلال تنفيذ مختلف البرامج الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية…، فتم توزيع المساعدات على الأسر الأقل دخلا في بلادنا ومن خلال التدخلات المختلفة عبر برامج ومشاريع عديدة مثل “أولوياتي” و”أولوياتي الموسع”، وشمل برنامج التأمين الصحي أكبر قدر ممكن من الفقراء، وقامت الدولة بإصلاحات اقتصادية هيكلية عبر برامج فعالة للرفع من أداء المنظومة الاقتصادية الوطنية بصفة عامة وللحد من آثار الجائحة بصفة خاصة.
وتمشيا مع جو التهدئة الذي تبنته جميع القوى السياسية، والذي استوحته من توجهات فخامة رئيس الجمهورية، تداعت كل القوى السياسية الوطنية إلى نقاش أهم السبل لتنظيم تشاور وطني يتناول القضايا الوطنية الكبرى، من أجل تدعيم أرضية البناء الوطني وتوطيد أسس تنفيذ برنامج فخامة رئيس الجمهورية الانتخابي.
ولم تكن الإصلاحات الدبلوماسية بأقل شأنا من ذلك حيث عمل فخامة رئيس الجمهورية على استعادة بلادنا لألقها الدبلوماسي ومكانتها المتميزة في المنطقة والعالم، وأصبح سيادته مثالا للقائد المتصالح مع شعبه أولا ومع العالم ثانيا، وهو ما أبانت عنه المكانة التي يحظى بها بين قادة جميع الدول، ولحرصه على حماية مصالح شعبه أينما وجدت، ولدفاعه الدائم عن كل القضايا العادلة عبر المعمورة…
أيها الحضور الكريم
لا شك أنكم تدركون معنى التوجهات الجديدة القائمة على تكريس إنصاف الجميع، والصرامة في حماية ثروات البلد، والشفافية والمكاشفة في تشخيص الأوضاع، وتقريب الإدارة من المواطن، لنتمكن جميعا من بناء مستقبلنا على أسس أكثر صلابة، وتقوية روح التآزر والتضامن بين كافة مكونات مجتمعنا، وهو ما عبرت عنه دعوة فخامة رئيس الجمهورية رجال أعمالنا إلى تكاتف الجهود في إطار مبادرة خاصة يتم إطلاقها سريعا من أجل الاستثمار في القطاعات ذات الأولوية في تحقيق اكتفاء ذاتي لبلادنا…
كل هذه الإنجازات وغيرها يتطلب منا في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية أن نضاعف الجهود ونطور من أدائنا في لعب دورنا الطبيعي، في الدفاع عنها والتعريف بها في أوسع الدوائر الممكنة، وأن نكون في جاهزية تامة للوقوف أمام كل المشككين والمشوشين وأصحاب الأطماع والأجندات الشخصية.
لذلك ينبغي أن نطور عملية استخدامنا لمختلف الوسائط الإعلامية المتاحة، متسلحين بأحدث تقنيات الإعلام والاتصال، بأن نسخرها للدفاع عن هذا المشروع المجتمعي الكبير، من اجل العمل على كسب مختلف قياداتنا وأطرنا لأسرار هذه الوسائط، والحصول على كل المزايا التي يوفرها فضاؤها الرحب.
إنكم مدعوون خلال هذه الورشة الهامة إلى تشخيص الوضعية الإعلامية الراهنة والظروف المحيطة بعملنا الحزبي والسياسي المواكب لتنفيذ برنامج “تعهداتي”، ولوضع مرتكزات رصينة تعزز وتطور هذه المواكبة وتحصن وتفعل التكامل بين الحزب ومختلف الفعاليات العمومية والبرلمانية، وكل الهيئات المؤازرة لأداءاتنا المختلفة، وفق ما يخدم التوجهات الوطنية الكبرى التي رسمتها قيادة البلد، بغية إسعاد المواطن والحفاظ على مصالحه وإنصاف جميع الفئات الاجتماعية الوطنية…
إن نوعية المشاركين في هذه الورشة لأكبر دليل على ما نعلقه عليها من آمال في الرفع من مستوى الأداء الإعلامي الحزبي والوطني بصفة عامة، حفاظا على المنجز وتطويرا للحقل الإعلامي في بلادنا وتعزيزا لمكتسبات حرية التعبير والديمقراطية، الذين بشر بهما برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، حين أكد في أكثر من مرة على ضرورة تطوير هذا الحقل وتمهينه، وفق ما يخدم التنمية الوطنية ويكرس الحريات في البلد.
أرجو لأعمالنا التوفيق والنجاح والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.