أكد معالي الوزير الأول السيد محمد ولد بلال مسعود خلال اشرافه على افتتاح اعمال الطاولة المستديرة الهادفة إلى تعبئة الموارد لتمويل الاستراتيجية الجهوية للنمو المتسارع والرفاه المشترك لولاية الحوض الشرقي، ان تنظيم هذه الطاولة يأتي تجسيدا لتعهدات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للشعب الرامية إلى وضع استراتيجية وطنية للامركزية، لتقريب الخدمات من المواطنين وتحقق تنمية متوازنة.
وأضاف أن هذه الطاولة تهدف إلى وضع سياسة تنموية متناغمة، تعتمد على استغلال مقدرات الولاية وتحويل مواردها؛ وتتكاتف فيها جهود الفاعلين العموميين والخصوصيين، في إطار استراتيجية جهوية للنمو المتسارع والرفاه المشترك،
وفيما يلي النص الكامل لخطاب معالي الوزير الأول:
"بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
أصحاب المعالي الوزراء
السيد الوالي
السيد رئيس المجلس الجهوي
السيد رئيس اتحاد أرباب العمل الموريتانيين
أصحاب السعادة السفراء
السادة المنتخبون
السادة والسيدات ممثلو الشركاء الفنيين والماليين
السادة والسيدات المدعوون
إنه لمن دواعي السرور البالغ أن أكون اليوم في مدينة النعمة، عاصمة الحوض الشرقي، بعد تدشين وإطلاق مشاريع كبيرة وقوية الأثر في إطار تخليد الذكرى الواحدة والستين لعيد الاستقلال الوطني، للإشراف على أعمال هذه الطاولة المستديرة، الهادفة إلى تعبئة الموارد لتمويل استراتيجية النمو المتسارع والرفاه المشترك لهذه الولاية.
ويعتبر انعقاد هذه الطاولة تنفيذا فعليا لتعهد فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للشعب الموريتاني، بوضع استراتيجية وطنية للّامركزية تمكن من تقريب الخدمات العمومية من المواطنين، وتحقق تنمية محلية متوازنة.
وأود في البداية أن أشكركم، سعادة السفراء وممثلي الشركاء الفنيين والماليين إذ حرصتم، على الرغم من مشاغلكم الجمة، على مشاركتنا هذه اللحظات الهامة التي تجمعنا على بعد أكثر من ألف كيلومتر من نواكشوط.
أصحاب السعادة، السادة والسيدات
تجتمع في هذه المنطقة جُل تحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تعترض بلدنا؛ حيث تعتبر ولاية الحوض الشرقي إحدى أكثر ولايات الوطن سكانا إذ يستوطنها ما يقارب 12٪ من المواطنين، نسبة 53٪ منهم تحت سن 20 عامًا؛ بينما يعيش 67٪ منهم في المناطق الريفية؛ وتعد نسبة انتشار الفقر فيها من أعلى المعدلات؛ في حين تتعرض بشكل متزامن لتداعيات التقلبات المناخية وللتعقيدات التي تمر بها منطقة الساحل.
وعلى الرغم من كل هذا، فإن الحوض الشرقي يتوفر على مقدرات تنموية هائلة في مجال الثروة الحيوانية والزراعة والمياه؛ وهذا ما جعل الولاية تحتضن، تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية شهر مارس الماضي، النسخة الأولى من المعرض الوطني للثروة الحيوانية، التي نظمت في تمبدغة.
وفي سبيل تثمين هذه المقدرات، قررت الحكومة، تطبيقا لرؤية فخامة رئيس الجمهورية، تنظيم هذه الطاولة المستديرة لوضع سياسة تنموية متناغمة، تعتمد على استغلال مقدرات الولاية وتحويل مواردها؛ وتتكاتف فيها جهود الفاعلين العموميين والخواص، في إطار استراتيجية جهوية للنمو المتسارع والرفاه المشترك، والتي تعتبر تنزيلا على المستوى الجهوي لاستراتيجية النمو المتسارع والرفاه المشترك لبلادنا، وتتمحور حول محفظة مؤلفة من تسعة وعشرين مشروعًا، تساهم في تحقيق ثلاثة أهداف استراتيجية هي:
• تعبئة إمكانات النمو الخاصة بالولاية،
• تنمية رأس مالها البشري
• وتعزيز الحكامة فيها.
وتقدر الاحتياجات التمويلية لهذه الاستراتيجية بما يناهز 3,7 مليار أوقية، أي 100 مليون دولار أمريكي، تتطلع هذه الطاولة المستديرة إلى حشدها.
أصحاب السعادة، السادة والسيدات،
إن استراتيجية النمو المتسارع والرفاه المشترك الجهوية هذه، ستشكل بالتأكيد خطوة هامًة على درب التنمية الاقتصادية للحوض الشرقي؛ تنمية نريد لها أن تكون شاملة وذاتية، وخلاقة لفرص التشغيل، وأن تحترم البيئة؛ كما ينبغي لها أن تتيح إمكانية تعزيز وتوسيع الإنجازات المهمة التي تحققت في الولاية على مدى العامين الماضيين، لا سيما في مجال فك العزلة عبر إنشاء مئات الكيلومترات من الطرق، ومد شبكات واسعة لتوزيع الكهرباء والتزويد بمياه الشرب؛ وكذا عشرات البنى التحتية الريفية، نذكر منها ستة عشر سدا وحوالي خمسين حاجزا مائيا.
وفي مجال الخدمات الاجتماعية، استفاد الحوض الشرقي من بناء عشرات المؤسسات التعليمية والصحية، ومن توسيع برامج الكفالات المدرسية والأنشطة المدرة للدخل.
أصحاب السعادة، السادة والسيدات،
إن مشاركة هذا الجمهور رفيع المستوى، وممثلي شركائنا في التنمية، والإدارات الوزارية، والسلطات الإدارية المحلية، والفاعلين الخواص، وممثلي المجتمع المدني، لتعكس بشكل جيد مستوى التعبئة حول هذه الطاولة المستديرة، وتشكل مصدرا حقيقيا للتفاؤل بنجاحها.
ومن هذا المنطلق، فإنني أدعو شركاءنا الماليين وفاعلينا الاقتصاديين، لدعم ومواكبة جهود الحكومة لتعبئة الموارد المالية المطلوبة لهذا الغرض؛ وأدعو بشكل خاص رجال أعمالنا الوطنيين والمحليين، إلى دعم الحركية التي ستتولد عن هذه الطاولة المستديرة بزيادة الاستثمار في التنمية المحلية لهذه الولاية.
كما أغتنم هذه الفرصة لأجدد لكم، من هنا، التزام الحكومة بالعمل بلا كلل على مواصلة تسهيل مهمتكم، من خلال تحرير المبادرة الخاصة، وتحسين مناخ الأعمال وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
واسمحوا لي في الأخير أن أعبر عن تطلعي لأن نرى هذه الولاية تنتقل تدريجياً، بفضل الديناميكية التي يجب أن تخلقها هذه الطاولة المستديرة، إلى مركز نشط، ومحور أساسي للإنتاج الحيواني الوطني وللتكامل الاقتصادي شبه الإقليمي.
وإذ أتمنى لعملكم كل النجاح، أعلن على بركة الله افتتاح الطاولة المستديرة لتعبئة الموارد لتمويل برنامج الاستثمار العمومي لاستراتيجية النمو المتسارع والرفاه المشترك الجهوية لولاية الحوض الشرقي.
أشكركم
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".