كلمة السفير الفلسطيني بموريتانيا في ذكرى77 عاما على النكبة

جمعة, 23/05/2025 - 10:04

 مايو 22-2025/خلدت سفارة دولة فلسطين في موريتانيا مساء اليوم بنواكشوط فعالية الذكرى السابعة والسبعين لنكبة فلسطين التي تصادف 15 مايو حيث اقيم الكيان الصهيوني الغاصب على اغلب الاراضي الفلسطينية عام 1948 ومنذ ذلك التاريخ يعاني الشعب الفلسطيني من المذابح والتهجير والتنكيل والأسر وانواع المعاناة.
وفي كلمته بالمناسبة قال سفير دولة فلسطين الدكتور محمد الأسعد:
أيتها الأخوات.. أيها الإخوة..
يا أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم..
يُحيـي الشعب الفلسطيني في فلسطين والشتات الذكرى الــ77 للنكبة الفلسطينية، في الخامس عشر من شهر آيار من كل عام والتـي كانت بدايتها في العام 1948، حيث تمثلت باحتلال ما يزيد عن ثلاثة أرباع مساحة فلسطين التاريخية من قبل العصابات الصهيونية، وأدت إلى تدمير أكثـر من 531 قرية فلسطينية وطرد وتشريد أكثـر من 950 ألف فلسطيني من مدنهم وبلداتهم الأصلية بالقوة، من أصل مليون و400 ألف فلسطيني كانوا يعيشون في 1300 قرية ومدينة إلى الدول العربية المجاورة لفلسطين وعدد من دول العالم.
ومع مرور 77 عاما على النكبة، لا يزال المشهد يتكرر والخيام تُنصب، وقوافل النـزوح مستمرة، وظُلم لم ينته بعد، مع مواصلة “إسرائيل” القوة القائمة بالاحتلال حرب الإبادة والتهجيـر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، والتـي أسفرت في حصيلة غيـر نهائية عن ارتقاء ما يزيد عن 50 ألف شهيد وإصابة ما يزيد عن 150 ألف جريح، علاوة على 15 ألف مفقود وسط دمار هائل طال مخيمات القطاع الشمالية التـي أصبحت تفتقر لـمقومات الحياة بعد تدميرها بشكل كامل وبات سكانها من اللاجئين الفلسطينيين الذي يقدر عددهم ب 1.4 مليون لاجئ يعيشون في خيام النزوح من جديد.
ولا تزال حرب الإبادة والتجويع والتهجيـر مستمرة، رغم كل الوساطات والمناشدات الاقليمية والدولية لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الانسانية الى قطاع غزة وإغلاق كل المنافذ والمعابر حتـى إشعار آخر وارتكاب جريمة جديدة من الجرائم الانسانية والتطهيـر العرقي والابادة بالتجويع لأكثـر من 2.5 مليون فلسطيني محاصر في قطاع غزة.
إن الفصول الجديدة من النكبة الفلسطينية التـي أنتجتـها حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة (التـي أعلنتها “اسرائيل” حربا وجودية) لا تُكتب في قطاع غزة وحده، وإنما في الضفة الغربية والقدس المحتلة والداخل الفلسطيني، حيث واصلت حكومة الاحتلال جرائم القتل بحق المدنيين، والملاحقات والاعتقالات الجماعية والتضييق على الأسرى والتنكيل بهم، ومصادرة الأراضي الفلسطينية، وهدم منازل الفلسطينيين والتهجير القسري.
كما شنت حربـها القسرية على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية (جنين، طولكرم، ونور شمس) وارتقاء عشرات الشهداء ومئات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، وإلى تدمير البنية التحتية وحرق وهدم مئات المنازل بعد تهجيـر سكانها في مسعى إسرائيلي الى تدمير المخيمات وهجرها ودمجها ضمن أحياء المدن القريبة لإخفاء الشاهد الحي على النكبة الفلسطينية، كمدخل لتصفية قضية اللاجئين خاصة وأن استهداف المخيمات جاء متزامنا مع استهداف الاحتلال لوكالة “الأنروا” وحظر عملها في القدس العاصمة الأبدية لفلسطين.
الإخوة والاخوات..
المشهد الفلسطيني ما زال معقدا في ظل مخططات التهجيـر التـي تُصر “إسرائيل” على تنفيذها والتـي تُعد الأخطر التـي تهدد المشروع الوطني الفلسطيني نحو العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
ومع تولي دونالد ترامب مهامه رئيسا للولايات المتحدة الامريكية، أعلن في 25 كانون الثاني من هذا العام عن خطته تطهيـر قطاع غزة من أجل إحلال السلام في الشرق الاوسط، والتـي تقضي بالاستيلاء والسيطرة عليه وتهجيـر سكانه الى الدول المجاورة لبناء مشروع استثماري سياحي “أطلق عليه ريفييـرا الشرق الاوسط” في تراجع واضح عن النهج التقليدي للسياسات الأمريكية في الشرق الاوسط، والذي كان قائما على حل الدولتين، ليحل محله منهج جديد وموقف سياسي خطيـر يهدف الى تجسيد الاحتلال الإحلالي واستبدال شعب مكان آخر ضمن خطة استيطانية إسرائيلية – أمريكية لتفريغ القطاع من سكانه، وتحويله الى بؤر استيطانية ومناطق أمنية عازلة، لكننا نقول لهم:
لن نرحل/ فلسطين للفلسطينيين
لا للتهجير
لا للتوطين
أوقفوا حرب الإبادة
حق العودة حق مقدس