تتباكى، هذه الأيام، نخب بلاد التناقضات الكبرى، بلا تقدير للأحوال في فوضويتها التي لا تخطئها العين، على الاطلال الدارسات لأحكام توالت متشابهة في ضعفها وقلة حيلتها وعجزها عن بناء الكيان فوق ما ترك الاستعمار من قصدية الدولة ومنهجية ضمان البقاء في السياق الأممي.
وتبين المجموعات الواتسابية عن اصناف الحنين ... فمن متباكين على عهد الدولة "النواة" متناسين غير مسك ختامها ومنكرين على الاسباب الاستثنائية للميلاد من رحم اللادولة، ومن متباكين على عهد آخر ولد من محنة وانتهى برائحة الكير.
ولم تنته عندهما رحلة المتباكين على المتعاقبين بمنطق الفوضى السائدة على ريادة "قبطنة" سفينة بلد تترنح فوق الزبد الجفاء، فلا تخلوا المنصات من دموع المتباكين على عهود أخرى تتالت باسم الديمقراطية تارة، والعودة إلى الانقلابات بأوجه مستحدثة، تارة أخرى.
ويبقى القاسم المشترك بين كل المتباكين هو التمسك بالقوالب الماضوية في كل تجلياتها القبلية والعشائرية والأسرية والطبقية التراتبية على خلفية إجازة النهب (اتهنتيت) والهيمنة على مواضع القرار وتقاسم فعلي التسيير والاستئثار (القرعة القبلية) وحماية المفسدين من المساءلة والمحاكمة، والافلات من العقوبة، وترك الفتات للشعب المظلوم حيث هو الذي يتولى مهة إبقاء نفس الحراك وضمان البقاء، على خلفية التخلف المرير والفقر المدقع وتبليد وتضييع الأجيال.