غزير هو الكلام على المجموعات الواتسابية وكثيرة هي الكتابات على صفحات الفيسبوك وغرها، حول السياسة والنظام والحكومات. اثناء النقاشات الكثيرة - التي لا تنقطع - يبين الجميع بقدرة السياسي المحنك والمثقف المطلع علي مسار العالم في ظل العولمة، وبالاحاطة المحققة بأساليب ومنهجيات التشخيص والتحليل والتنظير والتلخيص والنصح والارشاد والتفكير المنطقي وتوصيل الرؤرى والاهداف والاستراتيجيات.
هكذا يبدوا المثقفون بالتعليم والسياسيون بالحنكة على أعلى قدر من حسن التعبير فوق المنابر كلها، لكن..
بقدر هذا الزخم الذي تمتلكه هذه النخب، لا تأتي الترجمة - مطلقا - إلى العمل الميداني الوطني لتحقيق البناء والعدالة والاستقرار، وشتان بين القول الدافق والفعل الخجول.
لا يخفى على المتتبع للساحة السياسية وما ييحصل في الميدان التنموي، إخفاق النخبتين السياسية والثقافية في رفع التحديات والسمو عن مدارك النفاق السياسي المتدثر بأسوء ما في القوالب الماضية المنافية لقيام وثبات دولة القانون والمواطنة، علما بأن النفاق السياسي ظل وما زال عبر التاريخ شرا على الاوطان وسببا في هوانها خراب امرها وتقويض مسارها.