يشير مفهوم التخلف إلى القعود أو العجز عن مسايرة الركب، وفي المعنى الاصطلاحي، هو ” التأخر “ الزمني والقيمي والسلوكي عن ركب الحضارة
ولما أن الثقافة في بلاد "المليونيات" تعاني من تخلف شديد عن الركب الأممي، فإن المفهوم ينطبق عليها بكل معناه الاصطلاحي. والحقيقة المرة هذه تحجب عنا حقيقة أكثر مرارة وهي الفناء الحضاري الذي سينتهي به حتما البيات الثقافي في كهوف الظلامية الموصدة بأبواب القبلية والرجعية والطبقية واستبطان طعم الظلم بكل أصنافه ومآربه، من ناحية؛
فإن حالة الموت السريري للثقافة هذه هي التي تصيب المدن القديمة بعدوى "الزوال البطيئ" عبر حُقن المهرجانات السامة التي تحقن كل سنة إحداها بالتناوب.