سألت أحد أساطين إعلام العشرية "الممجد" ما زال في المشهد وقد قلب البدلة قولا وفعلا بلا حياء:
- لأية مجموعة في "الوات ساب" تنتمي؟
رد مشمئزا ومترفعا:
- أنا لست سوقيا حتى أعرض نفسي على كل من هب ودب عبر وسائط التواصل الاجتماعي؟
قلت مبتسما:
- لطفا بنا أيها الألمعي رفيع القدر والمستوى، فنحن معشر البسطاء نتواصل بأريحية وتجرد وحرية مسؤولة عبر الفضاء بهذه الوسائط التي أنعم الله بها على البشرية، ولا تجد ضيرا في ذلك.
قال عبوسا قمطريرا:
- هؤلاء أنتم وهذا "أنا"!
قلت ممازحا الذي كادت تسقطه، على الأرض مغشيا عليه، عقد النقص:
- هذه الـ"أنا" التي نطقت بها حاجز منيع أمام التحامك بجمهور الشعب الواعي من أصحاب الأقلام النيرة والمفوهين ذوي الرأي الحصيف، وأيضا من الراغبين في المعرفة والاطلاع بحسن السؤال.
امتقع وجهه وكاد يصرخ:
- لماذا تريد مني أن أنتمي إلى مجموعة؟
قلت: لأستفيد وغيري من رأيك حول جملة من الأمور والمواضيع التي يتم تناولها في المجموعات ذات الطابع الفكري والثقافي والأدبي والسياسي، فأنت صحفي ومحسوب على المحللين والكتاب أصحاب الرأي.
ابتسم استحسانا للإطراء وقال جازما:
- أنا لا ولن أنتمي لأية مجموعة في "الوات ساب" أو غيرها من السائط الهابطة التي تضخم الأمور وتخلق أسباب الخلافات من كل نوع، ولكن مكتبي مفتوح لك إن أردت محاورتي في أي موضوع.
قلت وقد أدركت انزعاجه من التواصل عبر المجموعات وخشيته من حيز الحرية والصراحة فيها:
- لك ألا تنتمي إليها، ولكن ليس لك أن تقلل من شأن من يؤثرون التواصل فيها بحرية وتجرد. فإنها على عكس مما ذهبت إليه فضاء رائع كان فقط موزعا بين الصدور وقد جمعه الأثير السهل بفضل العلم والعقول المبدعة الخلاقة.