اعترفنا أو أنكرنا، هذه البلاد محكومة بقبضة مفاهيم الماضي القبلي والطبقي والاقطاعي رغم محاولات التستر وراء:
· المدنية المبتذلة،
· والديمقراطية المستعارة،
· وخطاب النخبة المخنثة.
و إذا لم يكن الأمر كذلك فبماذا نفسر أن يموت المواطنون كالذباب على طرق البلد -المصنفة ضمن الأخطر في العالم- في الوقت الذي:
· تدشن دولة "السينغال" الجارة طرقا سريعة مراقبة عبر الرادار، مدفوعة الأجر الرمزي مقابل السرعة والأمان،
· ويطلق العنان للقطار الجهوي السريع إمعانا في تحيق الأمان وتوفير الوقت وضمان التبادل التجاري و النشاط الاقتصادي بكميات معتبرة و نوعية مرتفعة بين الأطراف،
و في الوقت الذي يصدح فيه سياسيونا المضمخون بريح القبلية و الشرائحية العفن و يعيدون كرة خطابات كراهية مرفوضة، يحاولون فاشلين أن يصبغوا عليها صفة الرفض و المنع، ويتنافسون على حلبة صراع عقيم من أجل السلطة، لذاتها لا غير، بلا:
· خطاب سليم المحتوى،
· و لا مقاربات بناءة من أي نوع،
في ظل سلم اجتماعي - من طبيعة أهل البلد - رغم الغبن الذي يعانون و الهوة السحيقة بين الغالبية الفقيرة المشلولة بفعله ة القلة المتخمة من نهب المال العام و تكديسه، في هذا الوقت الذي تشيد دولة "مالي" الجارة هي الأخرى، رغم حالة الحرب التي تنخرها:
· طرقا مديدة بكل الاتجاهات،
· والجسور والقناطر العديدة
· والأنفاق المضاءة،
· و المصانع الخفيفة للتحويلات الأولية لبعض شحيح مواردها الطبيعية على قلتها - مقارنة بموارد هذه البلاد الكثيرة و المتنوعة - متيحة فرصا كثيرة للعمل،
· ومحققة قفزات نوعية في المسار الديمقراطي رغم المطبات والعثرات.
وليس سرا أن نجاح هذين البلدين في تحقيق بعض الطموحات المشروعة لسكانهما يكمن من ناحية:
· في وعي ساستهما بأن الشعوب نضجت وأن الجدارة أصبحت المعيار الأوحد لتولي القيادات من ناحية،
· وأن اعتماد التقسيمات التقليدية هو أول معيق أمام الوحدة واللحمة فبادرا إلى محاربتها وكبح جماح العاملين على أساسها لتحقيق طموحات ضيقة ومآرب مرتبطة بأجندات ماضوية خطيرة.
فهل ننتبه جميعا ونساير منطق الدولة المركزية المدنية العصرية، والجمهورية الديمقراطية، ودولة القانون والعدالة والمساواة، وتتخلى "نخبنا" المرتكسة عن التنظير الخاطئ للماضوية السقيمة من أجل عائد مادي دنس قبل فوات الأوان؟