كل قبيلة كالإناء بما فيه يرشح. قبائل تحالف، قبائل تبايع، أخرى تبيع المواقف وتستأجر الولاءات وقبائل تتبع مطأطئة كما كانت في سفر الولاءات الغابرة الحاضرة. لا شيء تغير منذ عهد "السيبة" الأوسط الذي هدأته حقبة الاستعمار من دون أن تستطيع استئصال عمق التمرد فيه على:
- النظام،
- والعدالة
- والمساواة،
ولا على تحقيق طلاقه من:
- الظلم الصامت لمن استطاع على من تقبل وأطاع،
- والنفاق الذي يلتحف مظهر الدين بالفقه المجامل،
- والتزلف بشعر الآداب المخنثة والأخلاق المحرفة،
- والولاء المرحلي الغرضي للقوة والمال،
- والنكوص بالعهود عند الضعف،
- والغدر على حين غرة،
- الأنانية المطلقة،
- وحب التملك بالمال والسطوة والجاه الزائف،
- وبغض العمل واستغلال المستضعفين.
حقائق مرة لواقع تغمض عنه الأعين عمدا وتصرف العقول قصد استمراره ومرضاة العاملين به والمستفيدين منه في ظل نظام اجتماعي مفروض عليه، بالتمكين للقوالب الماضية، أن يظل قبليا وطبقيا؛ لا يريدون له الانزياح حتى تبقى مصالحهم الضيقة والمدمرة على حالها و قد سخروا للأمر بعد الوصول:
- المناصب السياسية العليا،
- والنيابية،
- والبلدية،
للإبقاء على هذه الوضعية التي ترهن البلد للفساد والزحف.
وإنهم هؤلاء الذين سخروا السياسة بأحزابهم الهلامية التي لا خطاب لها ولا برامج وجعلوها أسوأ المطايا للزحف في مؤخرة الركب الأممي حتى تظل بعيدة عن الالتفات إلى البلد ومحاسبتهم.
وهنا يكمن الظلم السافر الذي يقع على البلد من مفاهيم ولى زمانها ويرسخها بأقنعة مكشوفة مهوسون بالحيف والفساد في عصر الديمقراطية والكيانات السوية التي تعتمد على الأصلح من مواطنيها بمعارفهم ومهاراتهم القيادية الفذة وقد وقع عليهم الإجماع وفرضتهم الأغلبية الحرة في قرارارتها واختياراتها التي تمررها صناديق الاقتراع.
ومما لا شك فيه أن الظلم من أيا كان مصدره هو أحد أهم عوامل إذكاء خطاب الكراهية البغيض ونشره ودعم أهله الذين من السياسيين المرتكسين ز الحقوقيين الانتفاعيين يريدون الفتن وإشعال البلد.
كما لا شك في أن الانتهازيين والوصوليين والمنظرين من واطئة التاجرة بالثقافة وشعراء الحرف المخنث لن يتوانوا عن ركوب موجة الدعوة "الواردة" لمحاربته كحق سعيهم به من إلى باطل لتحقيق مآرب أنانية ضيقة ودنيئة بصب الزيت على النار، ولا يبالون إن احترق البلد.
معادلة لا بد من الانتباه إليها في الوقت المناسب والضرب بيد من حديد على الفريقين بلا هوادة على إيقاع إحلال العدل ونشر المساواة.