السنون في جراب الجمود/الولي سيدي هيبه
لا أرى في أفق كل عام جديد يحل تباشير الإصرار على التحول عن إخفاقات العام الذي مضى وما اعتراه من ظلم "صامت" وشابه من غبن مكشوف، وأرهقه من فساد غامر، وأساء إليه من نفاق سافر وانتهازية متدثرة بكل الأثواب:
- السياسية المجردة من الرؤية والبرامج والفلسفة والخطاب،
- والاجتماعية المحنطة بتوابل القبلية "السلبية" والعشائرية "السيباتية" والطبقية والشرائحية العصيتين على الانزياح،
- والدينية المحرفة بالصمت المتمالئ عن المسار القويم، وبمجاملة ثنائية المال والقوة إلى المآرب الدنيوية من فتات الريبة،
- واللا أدبية بغياب الالتزام وانحدار المستوى إلى مستنقعات التزلف والطمع،
ثم يحز في النفس أنني أرى الكل يعلم ذلك من:
- الغابنين الضاحكين من مواقع قوتهم المصطنعة على ذقن البلد المترهل وقفا أهله،
- والمغبونين، المستكينين، العبوسين، الخائرين والقابعين في سجن السذاجة المدنية و بؤس التخلف الحضاري،
وأرى:
- كلاب الصمت المسعورة تنبح إيماء،
- وقطط ضلال القهر تموء ازدراء
فأزداد تعجبا من بلد يحاصره أهلُه، منذ أنشأته الأقدار من رحم اللا دولة، بكل معوقات القيام ومثبطات الهمم، ويخنقوه بطوق الماضي "السيباتي"، وكوابح الحاضر المتعثر، وضبابية الرؤى، وغياب استشراف المستقبل.
فيا عجبا من وطن يسرق شعبُه من عمره المشلول ومضات من قبس العصر ليسدل عليه ظلام التخلف والجمود ويعميه عن مسار العولمة.
ويا عجبا من دولة يحرمها سكانها من اكتساب ثقة الثبات وقوة الوجود واحترام الآخر وندية الأقران بالعدل والمواطنة والتضحية.
ويا عجبا من أمة تنبذ العمل بحجة العظمة "الوهمية" وتقتات على لغة الماضي ومفردات شعر التملق والتخدير، وتحريف التاريخ، وتستنير بفقه المجاملة ولي أعناق النصوص.