"الفاعلون السياسيون"؟ و "الأطر"،
مصطلحٌ غامضٌ أفرزهُ الحزب الجمهوري وطوّرَته من بعده الأحزاب،
من هم "الفاعلون السياسيون"؟ الله أعلم ! هذا المصطلح يطلقُ على مخلوقات تنهضُ من حين لآخر، فتَراها تطيرُ وتنزلُ وتحُومُ وتدورُ وتُقيمُ الدّنيا ولا تُقعِدها كلّما أمرت بإطلاق حملة أو تنظيم مهرجان أو مسيرَة أو استقبال شعبي أو أي نشاط آخر ينظرُ إليه الكبار بعيْن المُراقبَة والمُحاسَبَة. جماعات تتحرّكُـ من خارج الهياكل الحزبيّة المنتظمة في الوحدات والفروع والأقسام والاتحاديات والمجالس الوطنية والمكاتب التنفيذية، ومن خارج المؤسسات المنتخبَة كالبلديّات والمجالس الجهوية، والبرلمان، ومن خارج الهيئات القبليّة العتيدة حتّى... ولسدّ الفراغ القانوني والشّرعي الحاصل بشأن هذه المخلوقات التي تتحرك للإستعراض وشدّ انتباه المسؤولين خارج أي نَسَق منتظم، أوْجَد الحزب الجمهوري عام 2001 مصطلح "الفاعل" السياسي وأطلقهُ عليها. عنْوَانٌ فضفاضٌ، غريدٌ، وفسيحٌ ... يسِعُ الجميع.
ثم جاءت من بعده أحزاب، احتفظت بالمصطلح ذاته وطورته،،، واستحْدَثَت معهُ مصطلح "الأطر" لاستيعاب نشاط "المعيّنين" لقاء تعيينهم في الوزارات والشركات والمواقع الأخرى. ومصطلح "الأطر" بهذا المعنى ما هو إلاّ امتدادٌ لمصطلح "الفاعلين" باعتبار أنّ "الأطر" يتحرّكون بصفة كونهم "فاعلين" من خارج الهيئات والهياكل والمؤسسات الحاضنة للعمل السياسي والمجتمعي. لا معنى لكلمة "الأطر" في هذا السيّاق؛ فاللقب هنا لا يتعلق بشهادة ولا مستوى معرفي؛ وإنما يتعلق "بالتّعيين". إذا أنتَ حظيتَ بتعيين أو وعد بالتعيين، فأنت "إطار" بصرف النظر عن رصيدكـ المعرفي، وإلاّ فلستَ "إطارا" مهما كان مستواكـ الأكاديمي.
ولهذه الأسباب، فإنّك، أخي القارئ، لن تجِد في أدبيّات العالم السياسي والاجتماعي مصطلح "الفاعل" أو "الإطار" خارجَ بلدنا العزيز. وللتذكير، فإن أهل الحزب الجمهوري كانوا يعربُون "الفاعل" في السياسة على أنّهُ إسمٌ نكِرَةٌ مفعول به منصوبٌ على التّخفيف.