تستقبل موريتانيا اليوم ضيفا كبيرا بما تختزنه وتختزله هذه العبارة من شحنات الايجابية و السمو ، إنه الأمير الشاب محمد بن سلمان ولي العهد بالمملكة العربية السعودية ، ذلك الأمير الذي خطف الأضواء الاقليمية والدولية منذ ولوجه المشهد السياسي قبل أربع سنوات وملأ الدنيا وشغل الناس بمشاريعه التطويرية المذهلة والتي تشي بطموح لا يعرف الحدود ، ذلك الطموح الذي أربك وحير كبار المنظرين في عوالم السياسة والمال والاقتصاد ، خاصة عندما يحاول البعض ربط ما يصدر من مبادرات وقرارات جريئة وحازمة واستراتيجية بالثلاثين ربيعا التي بدأ الأمير يطلق مشاريعه وهو على عتبتها.
أظهر هذا الأمير المختلف فكرا ووعيا ومنطقا ووطنية وقومية وانسانية أنه الحلم الذي راود المطحونين والمحرومين من أبناء الممملكة العربية السعودية ممن غيبت تراجيديا البيروقراطية أصواتهم ومعاناتهم عن أصحاب القرار ، فكانت سياسات محمد بن سلمان تحرق الزمن والمسافات لتصل لهؤلاء وتلبي طموحاتهم وتشبع بالدرجة الاولى رغبات الشباب السعودي وتزرع بذور الامل في غد مشرق يصنع فيه الشاب السعودي مستقبله ومستقبل وطنه وأمته ببصمته الخاصة والمميزة
قرارات حازمة غيرت مجرى التاريخ السياسي في المملكة والمنطقة ، وقرارات اقتصادية أبهرت عقلاء الاقتصاد في العالم ، ومبادرات إنسانية أسعدت العقول والقلوب ، كلها مميزات وبصمات لأمير المستقبل محمد بن سلمان بن عبد العزيز
وطبيعي والحالة هذه ان تمتلأ القلوب حنقا وحقدا على شاب يريد لمحورية بلاده الروحية في العالم الاسلامي ولمحوريتها الاقتصادية في العالم ككل ان تكون شيئا مذكورا محسوسا معيشا ملموسا ،
فجريمة وجريرة محمد بن سلمان الكبرى والتي لا تغتفر لدى أعداءه هو أنه يريد للمملكة أن تكون فعلا قبلة العالم كما هو حالها روحيا واستراتيجيا.
فكيف لا تخرج الافاعي من جحورها والخفافيش من سراديبها لتقطع الطريق، وتشوه سمعة شاب يافع آمن بربه وبلده وأمته ،وحلم بأن يرسم بصمة حضارية ناصعة لشعبه وأمته على جدار الانسانية ، رغم التحديات التي نشهدها اليوم في كل أرجاء الدنيا ، ورغم الاستهداف المباشر من ذوي القربي ، والجار بالجنب وابناء سبيل الغدر والخيانة والعار.
فكيف لا ينبري الخيرون من أبناء الأمة للذود عن هذا النجم الذي بزغ أخيرا في سمائنا العربية المعتمة بغيوم الذل والخيانة والهوان منذ ردح من الزمن ؟
كيف نسمح لجحافل الليل أعداء النهار بالتطاول على هذا الشاب المتدفق عطاءا وحيوية من أجل شعبه وأمته.
كيف نسمح لمصاصي دماء الأمة ومقدراتها أن يشوهوا صورته بمكائدهم التي تم طبخها في الغرف المغلقة في عواصم أو “قواصم” يفترض أنها صديقة وشقيقة.
أعتقد أننا مطالبون بقراءة متأنية لما كتبه العميد اللوذعي حارس الهم العروبي في موريتانيا الاستاذ الكبير محمد يحظيه ولد ابريد الليل قبل أسابيع تحت عنوان “واجب العرب الوقوف مع محمد بن سلمان و محمد بن زايد”
فالرجل بأخيتله الاستراتيجية وقلمه السيال أو ضح أن هذا الثنائي يمثل اليوم الخيار الأخير لخروج الأمة من وجعها القومي والسياسي والاقتصادي.
وبالنسبة لنا في موريتانيا حري بنا أن نستشعر هذه اللحظة التاريخية التي تمر بها علاقاتنا التاريخية مع المملكة العربية السعودية ، ومع محيطنا الحضاري العربي ككل ، ونستشعر أيضا بكل استشراف وتفاؤل بالمستقبل الأهمية الكبرى لهذه الزيارة وإضافتها النوعية والمميزة لحضورنا العربي والإقليمي والعالمي ،
فلا شك أن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تمثل حدثا كبيرا بمختلف المقايسس وسنجني منها ثمارا على شتى المستويات ، بغض النظر عن كونها مكسبا سياسيا لموريتانيا.
ومن المخجل حقا أن “يغرد” بعضنا خارج سرب المنظومة القيمية لأهل هذه البلاد تلك المنظومة التي تضفي على الضيف أي ضيف قدسية كبرى تفرض المبالغة في الحفاوة والترحيب به بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى
والمخجل أكثر أن تستدعي بعض نخبنا السياسية معارك وقضايا الآخرين للزج بها في مشهدنا السياسي مشوهين بذلك سمعة شعب ووطن لا ناقة له ولا جمل في عنتريات بعض “القواصم” العربية والأجنبية
فلا أحد يصدق أن ترتفع أصوات في موريتانيا تطالب بعدم الترحيب بأي ضيف يزور هذه البلاد ،أحرى ان يكون هذا الضيف ولي عهد بلاد الحرمين الشريفين ، لأن ذلك ليس من شيم أهل هذه البلاد ، وكان على هؤلاء أن يرحبوا بضيف موريتانيا محمد بن سلمان ويعبروا في نفس الوقت عن تحفظاتهم وملاحظاتهم السياسية فالرجل قائد قومي كبير ويحق لنا جميعا ان نمدحه وننتقده ولكن ضمن مقتضيات الضيافة واللباقة السياسية ، أما أن ننزلق في ترديد أطروحات الاخرين فتلك لعمري سقطة سياسية قاتلة لكل سياسي يفكر في مستقبله السياسي.
واعتقد أن هؤلاء لو رفعوا شعارا واحدا ضمن “شعاراتهم” الكثيرة وهو شعار “موريتانيا أولا” لأكتشفوا أن السجل الذهبي الموريتاني يخلد من الصنائع التنموية والاقتصادية والخيرية والانسانية للمملكة العربية السعودية ما يجعل الترحيب بضيف موريتانيا الكبير محمد بن سلمان امر مستحق على كل موريتاني ، فالمشاريع والتمويلات التي تدفقت على موريتانيا منذ استقلالها ليوم الناس هذا تستحق الاشادة والتقدير للمملكة العربية السعودية وقادتها.
بيد أنه رغم الاصوات النشاز التي روجت لها بعض وسائل الاعلام المحلية والخارجية ،فإن العاصمة نواكشوط تزينت بالأعلام السعودية ترحيبا وحفاوة بالأمير محمد بن سلمان ، والموريتانيون بشتى مشاربهم سعداء بهذه الزيارة ويتطلعون لمستقبل مشرق في علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين الشقيقين.
فمرحبا بالأمير محمد بن سلمان في بلده الثاني موريتانيا