وجدت دراسة جديدة أن الأم التي تلعق مصاصة (أو لهاية) طفلها لتنظيفها تكافح بهذا العمل الأجسام المضادة التي ترتبط بالربو وحساسيات الأغذية والغبار.
يعتقد باحثون أن السبب في ذلك هو نقل البكتريا من الأم إلى فم الطفل، والمساعدة بذلك على تقوية مناعته.
سأل الباحثون في مؤسسة هنري فورد للصحة في الولايات المتحدة 128 أُمًا كيف ينظفن مصاصات أطفالهن، قبل أن يجروا فحصًا لدم الأطفال.
اكتشف الباحثون مستويات متدنية من الأجسام المضادة المعروفة باسم "الغلوبولين المناعي إيه" بين الأطفال الذي تستخدم أُمهاتهم الفم لتنظيف مصاصاتهم، بدلًا من ماء الحنفية أو المعقمات، كما أفادت صحيفة "دايلي مايل" في تقرير عن الدراسة الجديدة.
نقلت الصحيفة عن رئيس فريق الباحثين الدكتور عليان أبو جودة قوله إن "التعرّض لكائنات عضوية مجهرية معينة في وقت مبكر من الحياة ينشط بناء جهاز المناعة، ويمكن أن يوفر وقاية ضد أمراض الحساسية لاحقًا".
وأشار الدكتور أبو جودة إلى أن تنظيف المصاصة بفم الأم أو الأب قد يكون مثالًا على الطريقة التي يمكن أن ينقل بها الوالدان كائنات عضوية مجهرية صحية إلى الأطفال.
فحص ميداني
كانت واحدة من بين كل ثماني أمهات من المشاركات في البحث تلعق مصاصة طفلها لتنظيفها حين تتوسخ، والغالبية (72 في المئة) يغسلنها بماء الحنفية أو سوائل التنظيف.
أراد الباحثون أن يعرفوا إن كان هناك اختلاف في مستوى الأجسام المضادة التي يبدأ مفعولها عندما تكون لدى الطفل حساسية من الحليب أو الفول السوداني أو عث الغبار أو الطلع.
بعد فحص دم الأطفال عند الولادة، وفي سن 6 أشهر و18 شهرًا، وجد الباحثون أن مستوى الأجسام المضادة أقل بكثير في الأطفال في سن 18 شهرًا الذين تلعق أمهاتهم مصاصاتهم لتنظيفها. ولم يكن هناك اختلاف في مستوى هذه الأجسام المضادة بين المصاصات التي تُنَظف بالماء أو بالمعقمات.
بكتيريا الفم مسؤولة
وقال الباحثون في دراستهم التي قدموها في المؤتمر السنوي للمجمع الأميركي للحساسية والربو والمناعة المنعقد في مدينة سياتل إن بكتريا الفم الصحية التي تنتقل من الأم أو الأب قد تكون هي المسؤولة. تسند نتائج الدراسة الفرضية الصحية القائلة إن الأطفال يجب أن يتعرّضوا لجراثيم لخفض خطر الحساسية.
وأشار الدكتور أبو جودة إلى أنه "بالإمكان القول إن الميكروبات التي يتعرّض لها الطفل في وقت مبكر من حياته ستؤثر لاحقًا على تطور جهازه المناعي".
المصدر: "إيلاف"