الاحتلال والنظم السياسية في زمن الاوهام/ د. نشأت ضيف

سبت, 24/05/2025 - 15:47

دراسات النظم السياسية تتناول الاحداث التاريخية القديمة والحديثة ولاتقف عن حد المصطلحات  السياسية البالية بل تطورت كثيرا مع تطور الاحداث علي الساحة العالمية فالاقتصار في الحديث عن الهياكل السياسية الظاهرة اصبح لايكفي في تحليل النظم السياسية بل اصبح يمتد الي كيفية ممارسة هذه الهياكل السياسية لادوارها وليست مجرد خشب مسندة منهارة فالسطحيون من متخصصي النظم السياسيةمازالوا يعتقدون ان الاحتلال هو ان يأتي محتل اجنبي يسيطر وينهب موارد الدولة المحتلة. الاحتلال الابشع صورة عندما يكون المحتل من داخل الدولة  ذاتها ويحمل جنسيتها ودينها ولو ظاهريا ويمارس سلوك الاحتلال الاجنبي  بل ابشع من ذلك من فقر وتجويع وديون واعتقال وانتشار للرذيلة وغيرها من الموبقات لذلك فأن التصدي لهذا النوع من الاحتلال الغاشم يمثل صعوبة بالغة خاصة وهو يقوم بعملية تجنيد شاملة للالة الاعلامية من خلال اجندة محددة تخدم مصالحه ويستمر فترات طويلة يستنزف فيها موارد الدولة في النهب والملذات  .والاكثر قسوة  ان هذا الاحتلال له بطانة اعلامية وثقافية منحرفة وحاشية سياسية متمرسة علي الفساد وهو في هذا يكون اكثر قسوة ووقاحة من الاحتلال الاجنبي وهذا هو مكمن الخطورة وهناك انظمة كثيرة في اسيا و افريقيا وامريكا اللاتينية في السابق تسير علي نفس النهج فقد غادر الاحتلال الاجنبي وحل محلة محتل اكثر قسوة ومرارة وكان في الماضي ايضا في اوروبا في زمن الدولة الباباوية الي ان تم اقتلاع السلطة  الزمنية من بين يديها وبقيت السلطة الدينية ومن ادوات سلطة الاحتلال الداخلي  هو  انهاك الشعوب اولا كقاعدة 

اساسية حتي يفقدوا القدرة علي التذمر وبث ؤوح الخوف قي نفوسهم الي جانب الاعلام المضلل و الكذب و الرشاوي والهدايا والعطايا وذلك لضمان الولاء المطلق للقيادات المؤثرة في كافة المؤسسات السيادية والقضائية'والعسكرية وينهار مبدأ الفصل بين السلطات 

وتنتشر هذه الانظمة في الدول التي تفتقر شعوبها للوعي وينتشر بها الفقر ومن اهم الادوات ايضا بث روح الفرقة والكراهية من خلال التناحر بين فئات الشعب المختلفة وشيطنة بعضها البعض والتناحر بين القبائل وتشكيل كيانات قبلية موازية للهياكل السياسية في الدولة كما حدث في رواندا وبوروندي بين قبائل الهوتو والتوتسي ونتيجة لهذا تزداد معدلات الجرائم وزج المدافعين عن بلدهم  وحقوقهم الي المعتقلات والسجون و اعتبار المثقفين غير الموالين خصوم سياسيين واعتقالهم . ودائما مايسعي المحتل المستبد الي السيطرة علي المؤسسات السيادية في الدولة ليحكم سيطرته علي الشعب وينكل به. ومن اشد الاد وات المستخدمة هي قتل روح المواطنة من خلال تعمد افقار المواطنين حتي لاتتاح الفرصة لهم للتذمر والا ستزداد البلة طين. فالعالم حاليا امام ادوات جديدة للاحتلال متمثلة في ظهور طبقة الخونة باعة الاوطان وهم ينتمون لذات الدولة ظاهريا وفي حقيقة الامر مع البحث والتحري من الممكن ان تكون اصولهم معادية للدولة وشعبها وقيمها الثقافية والدينية . الي جانب كل هذا فقد اختلفت ادوار الشعوب في الوقت الراهن واصبحت اكثر تعقيدا عن ذي قبل فعندما يفكر في مقاومة هذا المحتل الذي في الغالب يمثل ايديولوجية معينة اساسها المساندة السياسية  من قوي اخري عالمية ظالمة مؤسسة علي فكرة التصدي والتخفيف من قيود الدين حتي تسهل له السيطرة والاستمرار في السلطة واشاعة اجواء الالحاد والاباحية في المجتمع فهنا تكمن المعاناة ومأساة الشعوب. فبدلا من السفسطة السياسية عديمة الجدوي التي تعتمد علي المجاملات يجب مسايرة التطورات التي تحدث علي الساحة السياسية في العالم هناك دول تنهار يحب التركيز عليها لتخرج من ازماتها.فالاحتلال حاليا تغيرت مفاهيمه واوصافة فهو قي الظاهر

 محلي وفي الباطن اجني من خلال تابعيته لقوي ماسونية صهيونية سياسيا وتاريخيا وعقائديا وهذا هو الاخطر  لانه يمثل حالة من الحالات النادرة في التاريخ القديم والمعاصر لذلك فان الحرب القادمة هي حرب صراع علي المياة ويسبقها حرب مثقفين في صراع الرهان علي الوعي وعودته من غيبوبة الظلم والظلام .