نص خطاب رئيس الجمهورية:
“أصحاب الفخامة السيدات والسادة رؤساء الدول والحكومات،
السيدة رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي،
أصحاب السعادة، السيدات والسادة،
أود في البداية أن أعرب عن سعادتي بالمشاركة معكم في هذه الجلسة المخصصة للتحول الطاقوي والهيدروجين الأخضر.
كما أود أيضا بهذه المناسبة، أن أهنئ فخامة السيدة الرئيسة، وكذا جميع قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، على إطلاق مبادرة البوابة العالمية التي تهدف إلى المساهمة، بطريقة عميقة ودائمة، في الدفع بعجلة النمو والتنمية في البلدان الشريكة للاتحاد الأوروبي، ولا سيما البلدان الإفريقية.
أصحاب السعادة، السيدات والسادة،
إذا كان الوقود الأحفوري في قلب الثورة الصناعية والتقدم التكنولوجي والتحولات الاقتصادية والاجتماعية في البلدان المتقدمة، فإن استخدامه المكثف، اليوم، لم يعد مستداما.
إن جميع الدراسات العلمية حول تغير المناخ تعطي صورة مظلمة ومثيرة لمستقبل الكوكب والبشرية ككل، وفي حال حافظ استخدام الوقود الأحفوري على وتيرته الحالية، فإنه سيتعين علينا العمل بسرعة أكبر لبناء المزيد من الاقتصادات منخفضة الكربون مع الحفاظ على النمو الاقتصادي أو تسريعه، ومع أن التحدي هائل بالتأكيد، لكن ليس من المستحيل مواجهته.
في هذا السياق، يتسارع تطوير الطاقات المتجددة على نطاق واسع، لكن يبقى الهيدروجين الأخضر هو الذي يوفر أكبر الفرص الاقتصادية والاجتماعية والبيئية اليوم، ويبدو أن كل المؤشرات تشير إلى أنه بدون تطوره على نطاق واسع، فإن هدف مؤتمر باريس للحد من ارتفاع درجات الحرارة حوالي 1.5 درجة، لن يكون ممكنا.
إننا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وبإمكانيات بلدنا الهائلة في الطاقات المتجددة (المقدرة بـ 4000 جيغاوات منها 500 جاهزة للتطوير على الفور) وبموقعه الجغرافي الفريد، ومع احتياطاته المعدنية الغنية، وخاصة الحديد، فإن لدينا جميع العوامل اللازمة لتصبح بلادنا واحدة من الفاعلين الرئيسيين في السوق العالمية للهيدروجين الأخضر وصناعات التعدين الخضراء، هذا هو الطموح الذي وضعناه لأنفسنا، كما وقعنا مذكرات تفاهم مع أربع شركات لإنتاج الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع.
سيسمح لنا تطوير هذه الطاقة الجديدة محليا، بإنتاج الصُلب الأخضر على نطاق واسع وسيضع بلدنا على طريق التصنيع السريع، مع تجنب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري سنويا لما يعادل دولة صناعية متوسطة الحجم.
ومع ذلك، فإن تحويل هذه الإمكانات إلى تنمية حقيقية يتطلب:
– تعبئة موارد مالية كبيرة،
– توسيع نطاق التكنولوجيا،
– إنشاء البنى التحتية المناسبة،
قمنا أيضا بالعديد من الإجراءات التي تهدف إلى تعزيز مستوى جاهزيتنا من أجل أن نصبح منتجا تنافسيا من حيث الهيدروجين الأخضر.
في الأسابيع المقبلة، سنطلق دراسة حول البنية التحتية وسيكون لدينا قبل نهاية العام “code solide” خاص بالهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى سجل هيدروجين أخضر يضمن الشفافية والكفاءة والإنصاف في منح التصاريح.
أصحاب السعادة، السيدات والسادة،
من الواضح أن تطوير الهيدروجين الأخضر يهدف إلى أن يكون ركيزة أساسية لمبادرة البوابة العالمية، ولتحقيق ذلك من الضروري إيجاد حلول مبتكرة لتمويل تطوير البنى التحتية ومشاريع الهيدروجين الأخضر التنافسية، ولا بد من خفض تكلفة رأس المال بالنسبة للمستثمرين الأجانب من القطاع الخاص من خلال المزيد من التمويل الميسر وإنشاء صناديق ضمان.
من الملاحظ أن غالبية مشاريع الهيدروجين الأخضر التي كانت موضوع قرار استثماري نهائي تقع في البلدان الصناعية، على الرغم من أن مصادر الطاقة والإمكانات أكبر في البلدان النامية، وفي هذا السباق الكبير للهيدروجين الأخضر، من المناسب ألا نسمح للتاريخ أن يعيد نفسه، ونعول كثيرا على مبادرة البوابة العالمية للمساهمة في ضمان أن تحتل إفريقيا موقعا يلبي احتياجاتها وإمكانياتها.
شكرا جزيلا”.