.jpg)
الندوة الفكرية حول دور الاعلام في الاشعاع الثقافي لموريتانيا
الجمعة 18 أغسطس 2023
فندق موريسانتر
دور الاعلام في حماية وتفعيل الثقافة والتراث - الولي سيدي هيبه
مدخل
يحمل الإعلام مسؤولية كبيرة في نشر السلام والتسامح وقيم العمل والعدل والحفاظ على الخصوصيات الثقافية والتراث الإنساني المادي وغير المادي. وهو مسؤول أيضا عن تحديد ومناقشة القيم الإنسانية والأخلاقية وتشجيع الحوار والتفاهم بين المكونات والشرائح، ونشر الرسائل المتعلقة بالتسامح والمحبة والتعاون والتعاطف. علاوة على ذلك، كما أنه معني بمهمة تحطيم الصور النمطية السلبية.
وبهذا يلعب الاعلام والاتصال دورا حاسمًا في:
دعم السلم والامن في البلدان والعالم عن طريق نشر الوعي، حيث تساعد وسائل الاعلام والاتصال في نشر الوعي حول أهمية السلم والامن وتعزيز الثقافة السلمية والتسامح والانفتاح على الآخر ومكافحة التطرف العنيف وتعزيز قيم السلم والتسامح وتفعيل الحوار .
ويلعب الأعلام المعاصر دورًا هامًا في تحقيق السلام المحلي والأمن الدولي من خلال نقل المعلومات والأحداث المحلية والعالمية بسرعة وفعالية، الامر يساهم في زيادة الوعي العام بالقضايا وتعزيز المقدرة على إدراك للتحديات والتهديدات التي تحصل
تعزيز التفاهم والتعاون بين مكونات البلد وكذلك الشعوب المختلفة، من خلال تسليط الضوء على القضايا المشتركة وتعزيز الحوار.
تعزيز العدالة وحقوق الإنسان وكشف الانتهاكات.
نشر الوعي من خلال نشر الأخبار والتحقيقات ونتائج التحقيقات الميدانية والتقارير والمقابلات التي تعرض إيجابيات والحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة، وتوضح خطورة الصراعات والحروب
تعزيز الحوار بين الشعوب والثقافات المختلفة، وتسليط الضوء على النجاحات في هذا المجال.
إبراز قدرات الإعلام تسليط الضوء التعاون والشراكة يمكن على المشاريع والمبادرات التي تعمل على تعزيز التعاون والشراكة بين الدول والثقافات المختلفة
دور الاعلام في حماية وتفعيل الثقافة والتراث
في كثير من الأحيان يبدو هدف الإعلام والثقافة متكاملاً ومتداخلاً بحيث يصعب فصله أو تمييز حيث هو مخاطبة الناس والاتصال بهم كطريقة أساسية في تحقيق غاية توصيل المعلومة، علما بأنه لا ثقافة دون إبلاغ عن محتواها، ولا إعلام دون محددات ثقافية شمولية تمكنه من الوصول إلى المتلقي والمستهدف وتحقيق مراده من التأثير دون تشويش.
مفهوم الثقافة والاعلام
في علم الاجتماع بصفة عامة وفي الأنثروبولوجيا الثقافية بصفة خاصة، يعد مفهوم الثقافة أحد المفاهيم المركزية. وعلى أساس ارتباط هذا المفهوم بمجالات معرفية متعددة، إلى جانب ما يمثله كوعاء اجتماعي لكافة المنجزات البشرية، فإن تعريف هذا المفهوم يظل ممتنعا على الرغم من أن العلوم الاجتماعية قدمت تعريفات مختلفة تتداخل فيها مفاهيم الثقافة، والمعرفة، والحضارة، والمدينة.
ومن أجل تحديد مفهوم الثقافة وتمييزه عن المفاهيم الأخرى، قدم منظور العلوم الاجتماعية العديد من التصورات حيث ذهب فيبرweber في كتاباته إلى أن الحضارة هي:
"المجهود الإنساني للسيطرة على الطبيعة، بينما الثقافة هي مظاهر الحياة الروحية والأخلاقية التي تسود المجتمع، أي أن الحضارة تعبر عن المظاهر المادية والتقدم التكنولوجي، فيما تعبر الثقافة عن البعد المعنوي" .
يعرفها إدوارد تايلور على أنها:
"ذلك الكل المركب من المعارف، والفنون، والمعتقدات، والقوانين، والأخلاق، والتقاليد، والفلسفة، والأديان، والعادات، التي اكتسبها الانسان من مجتمعه".
وركز تايلور على أن للثقافة وجهين:
- مادي،
ـ وغير مادي
وأن الثقافة وحدها تقريباً هي سبب الاختلافات بين الشعوب والأمم، ولكنه الاختلاف هو الذي أوجد الآخر المختلف في:
ـ قيمه
ـ واتجاهاته
ـ وأسلوب حياته
ـ وفي تراثه
ـ والبيئة المحيطة
ووفق منظر العلوم الاجتماعية، فإن تأصيل مفهوم الثقافة يشير إلى أن:
ـ الثقافة ذات نمط تراكمي على المدى الطويل، أي تراكم عبر مراحل طويلة من الزمن.
ـ تنتقل من جيل إلى جيل عبر التنشئة الاجتماعية.
ـ ذات طبيعة جماعية، أي أنها ليست صفة خاصة للفرد وإنما للجماعة.
وأما الإعلام، فهو لغة: الإخبار، ويقصد به مجموعة الوسائل الهادفة إلى تحقيق الاتصال ونقل المعلومات والمعارف الموضوعية بهدف الإخبار، والتوجيه، وتشكيل رأي الأمة إزاء القضايا المطروحة والاشكالات الحاصلة.
ويتضح من خلال هذه المفاهيم أن الثقافة تمثل مجموعة قيم وأفكار متوارثة، متراكمة، ومتصلة عبر الأجيال، في حين أن الإعلام هو وسيلة تنقل هذه الأفكار بهدف تشكيل رأي عام حول أي قضية مطروحة.
ويرى البعض أن الثقافة كانت هي الإعلام في السابق (قبل ثورة وسائل الاتصال التكنولوجية)، ولكن مفاهيم الثقافة اتسعت، وأصبح للإعلام سلطة أقوى في رسم معالم الحياة.
ونجد من خلال هذه التعريفات، أن هدف الإعلام والثقافة يبدو في كثير من الأحيان متكاملاً متداخلاً يصعب فصله أو حتى تمييزه، وهو مخاطبة الناس والاتصال بهم كطريقة أساسية في تحقيق هدف توصيل المعلومة حيث أنه:
ـ لا ثقافة دون إبلاغ عن محتواها،
ـ ولا إعلام دون محددات ثقافية شمولية تمكنه من الوصول إلى المتلقي وتحقيق مراده من التأثير دون تشويش.
وكما هو معلوم ومشاهد يتجلى في بروز شعارات ورموز جديدة على القنوات التلفزيونية، من بينها المعبرة عن الوطن من خلال التراث الثقافي، بعض القنوات الإسلامية جعلت من الكعبة المشرفة رمزاً لها، في حين صارت "شنقيط" و"المحظرة" أسمين لقناتين تلفزيونيتين عندنا، وصار اسم "النيل" شعاراً لمجموعة من القنوات المصرية.
ما هي الٍعلاقة بين الثقافة والإعلام؟
لا يمكن للثقافة أن تنمو وتتطور وتنتقل من جيل لآخر بمعزل عن تفاعلها مع محيطها المجتمعي، فعلى مدار قرون خلت، انتقل المنتج الثقافي سواء كان الأهازيج، أو الأمثال الشعبية، أو الشعر، وحتى الألعاب والرياضات التراثية من الآباء إلى الأبناء عبر المشافهة، لكن تطور وسائل الإعلام وثورة المعلومات التي حدثت خلال العقدين الماضيين، فرض تحديات ومسؤوليات جديدة على وسائل الإعلام، تتمثل في قيامها بمهام إضافية في نشر الثقافة وحفظ التراث، فلا يمكن أن نتخيل ثقافة وفنوناً من دون أدوات ووسائل تدعم جهودها، وتكشف عن مضمونها، وتنشر أفكارها، وتوصل رسالتها إلى جمهور ينتظرها بشغف.
ويتعاظم دور الإعلام في نشر الثقافة الرصينة، والإبداع الإنساني الهادف الذي يحفز ويستنهض طاقات المجتمع، ويدحض الأفكار الهدامة، ويواجه التيارات الفكرية الضالة من خلال نقل الإنتاج المعرفي الرزين إلى الجمهور المتلقي، لأن الفعل الثقافي هو الجوهر الذي تحتويه وسائل الإعلام، وهو انعكاس حقيقي للحالة الثقافية التي يحيها المجتمع.
من هنا بات لزاما على وسائل الإعلام بمختلف أشكالها المسموعة والمرئية والمقروءة، ، ووسائل التواصل الاجتماعي، أن تسخر التكنولوجيا لابتكار قوالب جديدة تسهم في التعريف بالمنتج الثقافي والتراثي والفني حتى يواكب النهضة الإبداعية ويصاحب المسار الحضاري اللذان تشهدهما الدولة، فضلاً عن زيادة حضور المحتوى الثقافي في إعلامنا المحلي، مع أهمية استخدام كل اللغات الوطنية والحية. كما أن وسائل الإعلام تسهم كذلك في ترسيخ التنوع الثقافي بين مكونات المجتمع، وتعزيز التواصل والانفتاح، وإبراز حوار الحضارات والثقافات بوصفه محركاً للتنمية، وجسراً لبناء روح التسامح والتفاهم بين الشعوب بما يحقق السلام والاستقرار والنماء والازدهار عبر تطوير خطاب إعلامي جديد.
ولما كان الاعلام الموريتاني، الذي ما زال في طور التمهين، يحاول لعب دوره كاملا في التعريف بتراث البلد والمساهمة في الحفاظ على موروثه الثقافي المادي وغير المادي (Tangible et intangible) ومواكبة التظاهرات والمهرجانات ذات الصلة وأهمها على مهرجان المدن القديمة السنوي، إلا أن هذه المواكبة لم تحط بالأهداف الكبرى لها على الرغم من التحسن الكبير في الأداء المهني بفضل الجهود الكبيرة التي قدمتها الهابا في مجال الضبط والتكوين والتمهين.
قد جاء الدور الذي لعبه الإعلام مواكبة لكافة الأنشطة التي يقام بها وقد أعدت ضمن برنامج مفصل وشامل بمناسبة إعلان نواكشوط عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2023"، دورا متصاعدا ومتفاعلا مع الاعلام الخارجي لتبليغ مجريات التظاهرة إلى العالم من ناحية والتعريف بتراث البلد العظيم المتنوع وبتاريخه الغني بالعطاء العلمي والأدبي والابداعي التي بلغ المشرق والمرغب العربين والغرب الإفريقي؛ عطاء ترك بصمة على الماضي ومشاركة في الحاضر.
التلفزيون في تعزيز مفهوم التراث:
ولإن كان لكل وسائل الإعلام دورا الذي لا يعوض في الاخبار والتثقيف والتوعية النصح والإرشاد وتأصيل ضرورة النقد في محمله، فإن التلفزيون ويعدٌّ بحق من أهم مصادر الثقافة الوطنية والدولية، إذ إنه يقدم سلعاً ثقافية متنوعة من خلال الاحتكاك بالحضارات العالمية، والاطلاع على معالم البلدان وتراثها، كما يعمل على توصيل وترويج حضارة البلد وثقافته الوطنية إلى العالم ببرامج ذات مضامين متنوعة.
ويعتبر التلفزيون وسيلة اتصال ثقافية من الدرجة الأولى، بعد أن كانت المصادر الثقافية تنحصر في دور الكتّاب والمساجد، إذ لا يقتصر دور التلفزيون على تقديم المعرفة والخبرات للمشاهدين من خلال الصوت والصورة الحية فحسب، بل يقترب من الاتصال الشخصي لامتلاكه القدرة على التأثير في الآراء والمواقف، وقد يتفوق على الاتصال الشخصي، كونه يقدم التفاصيل الدقيقة وتحريك الأشياء الثابتة بقدرة كبيرة ويعطي المشاهد شعوراً بأنه شاهد عيان على الأحداث التي يشاهدها.
والتلفزيون له القدرة على البث مباشرة لملايين المشاهدين، والتفسير العاجل للحدث لحظة وقوعه. بالإضافة إلى قدرته على نشر وتقديم المعلومات، والأفكار، والمواد الثقافية، والتراثية على اختلاف اشكالها، فالتلفزيون يزيد ويرفع مستوى معلومات البشر ويوسع أفاقهم ويساعدهم على تكوين ثقافة جماهيرية وخاصة فيما يتعلق بالتراث الشعبي والفلكلور وعادات الشعوب وتقاليدها في الطعام، والأزياء، والمناسبات الاجتماعية، وطرق الزواج، وغيرها، كما يخلق المناخ المناسب للتنمية البشرية، وببثه للبرامج الثقافية ونشره المعلومات الاجتماعية والتطورات العلمية والابداعات الفكرية والتقارير المختلفة، فإنه يسهم بقسط كبير في خلق مناخ فكري يجعل الناس يدركون ضرورة إعادة النظر في حياتهم وسلوكهم ورؤيتهم للمستقبل، ومن الطبيعي أن يساعد ذلك الناس على اكتساب عادات جديدة، واجراء تغيرات كبيرة في المعتقدات والآراء والمهارات، وقد تكون هذه التغيرات إيجابية تسمو بهم إلى الأحسن، وقد تكون عبارة عن غزواً ثقافياً .
سلبيات الدور الثقافي والتراثي للتلفزيون والوسائل الاعلامية الأخرى لحساب الضحالة
ونقص اهتمامها بالثقافة التراثية الجادة، لحساب البرامج الترفيهية والترويجية والرياضية
ومما سبق يتضح أن التلفزيون والثقافة أصبحا شيئان متلازمان منذ أن أصبح الفرد يعتمد على عصرنا الحالي على التلفزيون، بحيث تحول إلى أداة ثقافية، بحيث أصبح وسيلة من وسائل الاتصال الجماهيرية الأولى للحصول على جميع أنواع الابداع، فأصبح يوفر التلفزيون الزاد الثقافي، ويشكل الخبرة الثقافية لملايين البشر، من خلال تعريفهم بالثقافات ونشرها، وفتح المجال أمام المجتمعات للتعرف على ثقافات أخرى، فأصبح بذلك جامعة عالمية كبيرة تخاطب الأميّ والمتعلم وتنقل الثقافة، والعلم، والفن، والترفيه، والتراث، وهذا طبعاً في ظل مجموعة من الشروط والقواعد التي تساعد على تقديم خدمة إعلامية متميزة.
الاعلام المكتوب والمسموع والمرئي نبض الذاكرة
لعب الإعلامي الموريتاني المكتوب صحفا ومجلات ودوريات ومجلات محكمة دورا لا يستهان به للتعريف بالموروث العلمي الكبير لـ"الشناقطة"، كما أنه وثق كتابات الاكاديميين الموريتانيين في هذه الإصدارات، وحاورهم حول مؤلفاتهم ومحاضراتهم على المستوى الداخلي وفي الخارج على مدارج جامعات الدول العربية و الإسلامية وفي أوروبا وأسيا.
وكذلك الإذاعات الرسمية والخاصة أفردت هي الأخرى للتراث والتاريخ والادب برامج كثيرة ومتنوعة:
ـ سبرت من كل الزوايا أغوار الثقافة،
ـ وتجولت في المدن القديمة،
ـ وشاركت في تغطية النشاطات والتظاهرات والمهرجانات.
وتمتلك اليوم هذه الصحف والإذاعات والتلفزيونات والمواقع المدونات أرشيفا ثريا يشكل مراجع للباحثين علمية ثمينة لهم وللمهتمين:
ـ بالشأن التاريخي،
ـ والموروث العلمي،
ـ والتراث الأدبي،
ـ والفلكلور
ـ والاقتصاد والثروات
ـ والسياحة
ـ والمرأة والشباب
في البداية كان الإعلام
في بداية السبعينات استطاع الاعلام الموريتاني الحديث النشأة آنذاك أن يلتحم بالأعلام العربي ويعرف بلاد شنقيط المعروفة في المشرق من خلال علمائها الأجلاء الذين وصلوا إليه من خلال رحلات الحجيج المعروفة قاصدين الديار المقدسة.
كما أثار عبر التعاون اهتمام الإعلاميين والثقفين المشارقة وقد بدأوا ينظمون رحلات استطلاعية إلى موريتانيا. ومن أشهر الاستطلاعات في تلك الحقبة استطلاع جريدة "العربي" الكويتية عن موريتانيا ضمن سلسلة "اعرف وطنك أيها العربي" الذي نشر في عددها بالمجلة 129، أواخر العام 1969، عقب زيارة وفد من المجلة لموريتانيا.
كما نشرت الأقلام الموريتانية المبدعة مقالات وأجرت استطلاعات وتحقيقان عن موريتانيا نشرت في عديد صحف مجلات الدول العربية الشقيقة مصر وسوريا والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وقطر وتونس والجزائر. ولم تكن التلفزيون بأل حظا من هذا التعريف بموريتانيا القديمة وموريتانيا الحديثة.
على صعيد الديبلوماسية الثقافية
استطاع الاعلام الموريتاني أن ينفذ من خلال التعاون مع قسم الاعلام في السفارات إلى بلدانها من خلال إصدارات:
ـ مجلة "الرسالة" التي يصدرها المركز الثقافي المصري، توزع في مزريتانيا ومصر وتحتوي على عديد المقالات والبحوث والاستطلاعات حول شتى المواضيع الثقافية والتاريخية والعلمية والأدبية والفنية الموقعة من طرف إعلاميين ومثقفين وباحثين وأدباء موريتانيين.
ـ مجلة "جسور التواصل الثقافي المغربي الموريتاني" التي تصدر عن المركز الثقافي المغربي في موريتانيا وثد نشرت عشرات المحاضرات والندوات شارك الاعلام الموريتاني في نشره ونقلها عبر كل الوسائل من صحف ومواقع وتلفزيون وإذاعات ومنصات وعبر صفحات الفيسبوك وغيرها.
كما ساهم التعاون الإعلامي مع السفارات المعتمدة في البلاد (السورية الفرنسية) وغيرهما كالسفارة (التركية) التي دعت مرات عديدة وإلى بلدانها للمشاركة في تظاهرات جولية كثيرة فودا من الإعلامين الموريتانيين للمشاركة في ندوات عالمية كبيرة. وهي المشاركات التي تركت انطباعا حسنا لدى الحضور ومكنت من التعريف بالبلد ولفتح آفاق كثيرة ومتنوعة من التعاون في شتى المجالات، ومد جسور للتعارف والتبادل والبحث العلمي المشترك في التراث الإنساني الذي نملك منه نصيبا معتبرا متمثلا في مدننا القديمة الزاخرة بكنوز لا تقدر من المخطوطات النادرة وآثار علماء عبروا الصحراء على ظهور العيس وسيرا على الأقدام لأداء فريضة الحج واقتناء الكتب وبث علمهم الغزير المحفوظ في صدورهم وقوة ذاكرتهم.
ولقد كان هؤلاء عملة مشاعل الاسلام السني والممثلين للبلد كتابة وخطابة وأدبا. الأمر الذي شاد به الدكتور طه حسين ومحمد عبد وغيرهما من سدنة الحرف وجهابذة العلم واللغة في تلك الأيام. من هؤلاء الأفذاذ:
ـ العلامة محمد محمود التركزي (ول اتلاميد) الذي قال عنه الدكتور طه حسين :"لم يكن درس اللغة العربية بالأزهر مهما قبل مجيء الشيخ الشنقيطي". وربطته علاقة وثيقة بالإمام محمد عبده و أحمد حسن الزيات.
ـ ومن أعلام الشناقطة الذين تركوا أثرا في المشرق العربي محمد الخضر بن مايابى الجكني
ـ كذلك محمد الأمين فال الخير الحسني
ـ والعلامة الشيخ سيد عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي الشنقيطي
ـ وعبد الرشيد الشنقيطي الذي ذكر العلامة اللغوي الزبيدي (صاحب شرح القاموس المحيط) أنه من شيوخه
ـ ومحمود التندغي الشنقيطي
ـ ومحمد يحي الولاتي الشنقيطي
ـ وغيرهمكثير يضيق المقام عن ذكرهم
ويظل الاعلام ضرورة
وفي وقتنا الحاضر يشهد الاعلام إصلاحا كبيرا تتويجا عمليا للجرد الشامل الذي قامت به لجنة كلفت بإعداد تقرير عن وضعه وأخذا بالتوصيات الهامة الواردة فيه.
السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية (HAPA)
تقوم السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية (HAPA) بمصاحبة ودعم هذا الإصلاح من خلال :
ـ السهر على تطبيق التشريعات والنظم المتعلقة بالصحافة والاتصال السمعي البصري ـ
ـ دراسة طلبات استغلال محطات وشركات البث السمعي البصري، وتقديم رأي بالموافقة على منح أو رفض أو تجديد أو سحب الرخص والأذون لاستغلال هذه المحطات والشركات
ـ ضمان استقلالية وحرية الاعلام والاتصال وفقا للقانون
ـ السهر على احترام النفاذ العادل للأحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني المعترف بها إلى وسائل الاعلام العمومية حسب الشروط التي يحددها القانون ـ
ـ تحديد قواعد انتاج وبرمجة وبث البرامج المتعلقة بالحملات الانتخابية ـ
ـ تشجيع وترقية التنافس السليم بين وسائل الاعلام العمومية والخصوصية، المكتوبة والسمعية البصرية.
كما تباشر السلطة مهمة التكوين المستمر ليظل الاعلام مواكبا للتطور الهائل الذي يشهده، ولتظل المهنية هدفا أولا ودائما وأخلاقيات المهنة منهجا محكما.
إشادة بالإعلام الموريتاني في مجال حرية الصحافة
مجلس وزراء الإعلام العرب في دورته العادية الـ49 المنعقدة بالقاهرة (مايو 2018) يهنئ موريتانيا على مواصلة تصدر العالم العربي في مجال حرية الصحافة للمرة السابعة على التوالي
الحضور النوعي للإعلاميين الموريتانيين في وسائل الاعلام العربية والدولية
وهو حضور متميز بجودته والتزامه. ولعب ويلعب الاعلاميون الموريتانيون، في المؤسسات الصحفية العالمية التي يعملون فيها مراسلين ومحررين ومدققين لغويين، أدوارا رائدة في التعريف بالبلد تعريفا شاملا وبوجهيه الحديث في نهضته ومكانته ودوره التاريخيين البارزين الذين عرف بهما على مر العصور وبتراثه المجيد وعلوائه الأجلاء زدنه التاريخية العريقة وما تزخر به من كنوز العلم متمثلا في مخطوطاته النادرة النابضة بشتى العلوم وأصناف الأدب.
ومن هؤلاء الإعلاميين المتميزين الذين حملوا راية البلد عالية في مؤسساتهم الإعلامية واضحوا بعضا من متميزي طواقم قناة الجزيرة القطرية.
احمد فال بن الدين
بيبه ولد امهادي
زينب منت اربيه
ولد أشفغ
وأسماء لامعة أخرى لها حضور في :
قنوات خليجية
العالم الإيرانية
فرنسا 24
القناة الروسية
وغيرها من القنوات التلفزيونية والاذاعات الدولية (بي بي سي، فرنسا الدولية، )
