إن أسوأ امتحان قد يمر به المرأ الراشد في حياته هو فقدان ثقته بأهل بلده وتاريخه وثقافته.
في المنكب المنكوب يتنفس الناس الظلم ظالمين تارة ومظلومين تارة أخرى.
لا الظالم يتوقف عن الظلم حتى يسلط الله عليه من هو اظلم فيظلمه.
ولا المظلوم، إذا أزاح الله عنه الظلم، يهدأ له بال حتى يظلم باشد مما ظلم.
الظلم في المنكب فاكهة تغطي حلاوتها مرارةٌ تغالبها في برزخ القطاف؛ فاكهة شجرتها في كل بيت، يسقيها اصحابها بحميم امراض القلوب وغسلين النفاق والمكر، على اوزان واجراس قوافي الشعر المخنث وفتاوي القابضين على جمر فقه الزندقة الكفيفة وتغييب روح الشرع في زبد المطامع الجفاء.
في المنكب المنكوب لا مظهر للحضور في مصاف الأمم، ولا إحساس عند أهله كذلك بالضياع الذي يلفه ويقيدهم.
لا تاريخ يبهر، ولا حاضر مشرق يسر، ولا استشراف تلوح بوادره لغد اغر.
ظلم مبيت وشر متطير في كل زاوية وكل إدارة وكل تظاهرة وكل مهرجان وكل تجمع.
كذب في كل حديث وكل خطاب وكل مقال وكل قصيدة وكل انشودة وكل وليمة وكل زفاف وكل تعزية.
اللهم من استقوى على عبادك بما آتيته من سلطان فاخسف سلطانه واهدم أركانه إنك حرمت الظلم على نفسك وجعلته بين عبادك محرما.