ترأس رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، صباح اليوم الثلاثاء، عبر الفيديو كونفراس، أعمال قمة الدورة العادية الـ19 لرؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في منظمة استثمار نهر السنغال.
نص الخطاب:
“فخامة العقيد آسيمي غويتا، رئيس المرحلة الانتقالية رئيس دولة جمهورية مالي؛
فخامة العقيد مامادي دومبوي، رئيس اللجنة الوطنية للوحدة والتنمية (CNRD)، ورئيس المرحلة الانتقالية ورئيس الدولة في جمهورية غينيا،
معالي السيد رئيس الوزراء، أمادو با، ممثل فخامة السيد ماكي صال رئيس جمهورية السنغال؛
معالي السيد رئيس مجلس وزراء منظمة استثمار نهر السنغال،
أصحاب السعادة السيدات والسادة الوزراء،
السيد المفوض السامي لمنظمة استثمار نهر السنغال؛
الضيوف الكرام،
سيداتي وسادتي؛
أود في البداية أن أتقدم بأحر التهاني لفخامة العقيد آسيمي غويتا، رئيس المرحلة الانتقالية، رئيس دولة جمهورية مالي، على العمل الممتاز الذي قام به في خدمة منظمتنا، طوال فترة ولايته، والذي يترجم بصدق الحصيلة المشرفة التي قدمها لنا في الجلسة الافتتاحية لهذه الدورة العادية التاسعة عشرة لمؤتمر رؤساء دول وحكومات منظمة استثمار نهر السنغال.
كما أود أن أتوجه إليه وإلى أشقائي فخامة العقيد مامادي دومبوي، رئيس المرحلة الانتقالية ورئيس الدولة في جمهورية غينيا، وفخامة الرئيس ماكي صال، رئيس جمهورية السنغال، بخالص شكري على تشريفي برئاسة مؤتمر رؤساء دول وحكومات منظمة استثمار نهر السنغال، وأغتنم هذه الفرصة لأشيد بمجلس وزرائنا على جديته والتزامه، وأهنئ وأشكر أيضا المفوض السامي للمنظمة وفريقه وفرق الشركات على التنظيم الممتاز لهذه الدورة، وعلى الجهود المبذولة بشكل مستمر لضمان نجاح منظمتنا وحسن سيرها.
كما أهنئ شركاءنا التقنيين والماليين وكل الجهات الفاعلة في المجتمع المدني التي لم تدخر جهدا من خلال دعمها والتزامها المستمرين طوال العقود الخمسة الماضية.
أصحاب الفخامة،
السيدات والسادة،
نظرا لحيوية الماء وندرته المتزايدة بسبب الاستغلال المفرط له وتغير المناخ تعتبر موارده العابرة للحدود موضوع توتر ونزاعات متعددة ومتنوعة في كثير من الأحيان خاصة فيما يتعلق بتسييرها.
ومع ذلك، نجحت بلداننا من خلال منظمة استثمار نهر السنغال في بناء نموذج يحظى بالإجماع كمثال للتسيير المنسق والمتكامل لموارد المياه عبر الحدود.
وهكذا، وبقدر ما يشرفني تولي رئاسة مؤتمر رؤساء دول وحكومات منظمة استثمار نهر السنغال، بقدر ما استشعر من جسامة المسؤولية التي أوكلت إلي، وما يتطلبه ذلك من عمل لتعزيز وتوسيع الإنجازات وترسيخها لتحسين تأثير التسيير المندمج للمياه على التنمية المستدامة لدولنا وتعميق روح المشاركة والتقاسم والتضامن والأخوة بين شعوبنا.
أصحاب السعادة السيدات والسادة،
لقد تمكنت منظمتنا، التي تعتبر مصدر فخر لنا جميعا، على مدى خمسين عامًا، من اتخاذ خطوات حاسمة من خلال تنفيذ برامج مهمة تمثل عوامل أساسية للتنمية والتكامل والتضامن مثل سد ماننتالي، وسد ادياما، ومحطات الطاقة الكهرومائية ومحطات الفلو ولغوينا والعديد من المنشآت الملحقة أو التكميلية.
كما أنها ساهمت بشكل كبير في تعزيز اندماج شعوبنا في جميع أنحاء حوض النهر، وكانت العامل الأساسي في إنتاج 400 ميغاواط من الطاقة الكهرومائية النظيفة والرخيصة.
واستهدفت هذه الإجراءات تحسين أوضاع السكان الأكثر ضعفًا، من خلال مشروع التسيير المتكامل لموارد المياه، ودعم القطاع الزراعي بتوفير مساحات مروية بلغت أربعين ألفا وتسعمائة هكتار، إضافة لمصايد الأسماك وغيرها من الإنجازات في مجالات الصحة والبيئة التي كان لها تأثيرها الإيجابي اقتصاديا واجتماعيا على السكان.
بالإضافة إلى ما تقدم، فقد أسست ريادة منظمتنا لمنهج فريد في الدبلوماسية المائية داخل شبكة الأحواض الأفريقية وشبكة الأحواض الدولية.
من جهة أخرى، فإن مساهمتها والتزاماتها في مجال التنمية المحلية، وتعزيز التعاون عبر الحدود، أكسبها العديد من الامتيازات، ولا سيما في ظل ولاية أخي وصديقي أسيمي غويتا الذي أهنئه على هذا العمل.
ومع ذلك، وعلى الرغم من كل النجاحات التي تم تحقيقها حتى الآن، لا يزال هناك الكثير من الأشياء يتعين القيام بها مثل تجسيد الجانب الملاحي؛ الدعامة المفقودة بالنسبة لمنظمتنا منذ إنشائها، وبناء واستصلاح مشاريع الطاقة الكهرومائية في كوكوتامبا وغورباسي، وتطوير شبكات نقل الطاقة، والنفاذ لمياه الشرب، وتطوير الأنشطة التي تهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي، وتعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ بشكل عام.
إن هذه الورشات التي ذكرت يجب أن تنفذ وتتطلب استثمارات كبيرة، في حين أن الوضع الاقتصادي الدولي صعب نوعا ما.
لذلك يجب علينا مضاعفة جهودنا لتعبئة الموارد لبرامج ومشاريع منظمتنا. كما يجب تحديث وتعزيز نظام الحكامة الذي أسفر عن إصلاحات، لأنه بوجود حكامة جيدة وشفافة تتعزز ثقة شركائنا بنا مما يجعل من الممكن تعبئة التمويلات.
وأنا على قناعة بأنه بدعمكم، أصحاب السعادة، سيداتي وسادتي، سنتمكن من إحراز تقدم كبير في البرامج والأهداف التي لم تتحقق بعد.
وإذ أعول على دعمكم المستمر، أجدد خالص شكري وأعلن اختتام الدورة العادية التاسعة عشرة لمؤتمر رؤساء دول وحكومات منظمة استثمار نهر السنغال.
وأشكركم”.
وأشاد رؤساء دول المنظمة بالمبادرة الاستشرافية التي تقدم بها صاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، الرئيس الدوري الجديد لقمة رؤساء دول وحكومات منظمة استغلال نهر السنغال والمتعلقة بإنشاء بنك متعدد الأطراف للتنمية لتسهيل تعبئة الموارد، خدمة لتنمية حوض نهر السنغال، وصادقوا عليها.