سيدي رئيس الجمهورية،
لا بد من تسريع وتيرة إصلاح حقل الصحافة الذي أصدرتم أمرا بصدده وعينتم لجنة "محددة المهلة" إلى هذا الهدف الحيوي.
ولقد كان ذلك بعد نظر منكم وفهما متنورا ساميا لدور الاعلام في أي إصلاح أو بناء. كما هو قوة استجلاء من لدكم واستدراك منكم في محلهما لحالة الإعلام الذي تديره مجموعة لا تتجدد ولا تحين معارفها المهنية المفترضة بل وإنها مكتفية عمدا بالمتجاوز المتسم بالأخذ بالأساليب الخشبية التي تطوق بها رقاب العابثين بقطاعات الدولة والمتشبثين بفلسفة الماضوية بكل مثالبها في غياب صارخ لاحترام ميثاق أخلاقيات المهنة.
سيدي رئيس الجمهورية،
نعم لقد أدركتم ذلك بحسكم الإعلامي الذي جعلكم تصنعون لكل أركان الجيش الوطني صحافة عسكرية ناضجة، مسؤولة ومهنية تمد المواطن والمهتم بأخبار البلد وجيشه. ووعدتم خلال حملتكم الانتخابية للرئاسيات بالعمل على إصلاح قطاع الصحافة الذي يعاني من اللامنهجية والفوضى في مجمله ومن التغطية المفضوحة على الفساد علاوة على لغة الخشب في التناول والاخبار والتحليل والتغطية لدى:
- الصحافة العمومية التي تحلت خلال العشرية إلى "مجمع حماة المفسدين" وغطاء شديد السماكة على "الفساد واخطاف البلد" من قبل اللوبيات القبلية والعشائرية الضيقة والثرية من السطو ونهب "المال العام"، وباعة ثروات الوطن:
ـ رخصا للتنقيب والصيد والزراعة،
ـ وصفقات مريبة.
وتستوي في ذلك الصحافة الورقية ممثلة في جريدة الشعب التي عجزت عن أن تصدر بالألوان أو أن تنتج مادة إعلامية تشكل مصدرا:
ـ ثابتا وموثوقا ومتجدد المحتوى يغذي جوانب البحث،
ومرجعا ومرجعا ذا مصداقية للمعلومات القيمة عن البلد،
- والصحافة الحرة التي عجزت عن "المأسسة" وعن "الحرفية" فتحولت إلى غثاء يتسول أغلب أصحابه ولتزيد المفسدين ثقة في مسارهم بـ:
ـ الدفاع عنهم،
ـ والتغطية على ممارساتهم،
ـ ومقايضة السكوت معهم مقابل التعويض في غياب تام لاحترام ميثاق أخلاقيات المهنة.