نظم حزب الاتحاد من أجل الجمهورية مساء اليوم الأربعاء بفندق "مونوتيل"، ندوة تحت فوق العادة تحت عنوان: "برنامج أولوياتي الموسع: المضامين وآليات التنفيذ".
افتتحها رئيس الحزب، المهندس سيدي محمد ولد الطالب أعمر، قائلا إنها تدخل في إطار استمرار التشاور حول تقييم ومتابعة برنامج "أولوياتي"، الذي يمثل رهانا تنمويا كبيرا للبلد.
كما أوضح رئيس الحزب أنهم من اجل ذلك استدعى قامات فكرية للتقييم والتنزيل المواتي للبرنامج.
نص كلمة لريس حزب الاتحاد:
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها السادة والسيدات،
أتقدم إليكم أولا بخالص الشكر والامتنان لتلبيتكم الدعوة للمشاركة في هذه الندوة الهامة، والتي تتنزل في إطار تجسيد الروح التي أصبحت توجه الحزب منذ مؤتمره العادي الثاني الأخير، حين اعتمد الاتحاديون في هذا المؤتمر الفاصل وثيقة برنامج تعهداتي الصادرة عن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، باعتبارها مشروعا سياسيا رائدا ودليل عمل بناء.
لقد برهنت أحداث في السنة الماضية على أن برنامج تعهداتي ليس برنامجا انتخابيا عاديا، مثل البرامج التي تعوّد الموريتانيون على سماع جعجعتها أثناء الحملات، ليتم نسيانها فور إعلان نتائج الانتخابات، كما أنها ليست عبارة عن وصفات جاهزة أو تعاليم جامدة أو إسقاطات عمياء، بل هي في جوهرها مشروع ديناميكي يحلّل الواقع الملموس، لينطلق منه نحو تحقيق أهداف البناء الوطني المنشودة، وفق خصوصية وحاجيات المواطنين والبلد.
أيها السادة والسيدات،
لقد كان انطلاق برنامج أولوياتي شهر يناير 2020 إيذانا ببدء حركية فعالة لورشة كبرى، تتألف من 25 إجراء من النشاطات التي تغطي مجالات حياتية لمختلف أنواع الساكنة، وتستحضر جوانب أخرى حيوية بغية الإسراع في وتيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، ووفق رؤية موضوعية تعي كل الحيثيات والتجليات المرتبطة بالمرحلة، وتعتمد الحكامة الرشيدة والشفافية نمطا للتسيير.
فحين شكلت جائحة كوفيد 19 تحديا جديدا، تطلب ذلك برنامجا استعجاليا تجسّد في الخطة الوطنية متعددة القطاعات لمجابهة هذا الوباء، ساهمت فيها الدولة بما يناهز 25 مليار أوقية قديمة، وهكذا شكل "برنامج الإنعاش الاقتصادي" أو "برنامج أولوياتي الموسع" الذي نتدارس اليوم مرتكزاته وآفاقه، مناسبة لاستئناف المجهود التنموي بعد صدمة الجائحة، والذي يعتبر أكبر برنامج إنعاش اقتصادي عرفته البلاد، بهدف استحداث "تحول بنيوي" للاقتصاد الوطني عبر تكثيف الاستثمارات العمومية وخاصة في قطاعات الإنتاج ذات الأولوية، وصولا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء؛ وخلق نموذج اقتصادي واجتماعي يلبي متطلبات النمو في البلد، لذلك تم استحداث صندوق استراتيجي للاستثمار؛ وإطلاق مسار لتصنيف الاقتصاد الوطني؛ وتبسيط الإجراءات الإدارية؛ وتعزيز مناخ الأعمال؛ ووضع القواعد المؤسسية لحكامة قوية وفعالة تدعم القطاع الخاص وتحظى بالعناية اللازمة من طرف الدولة.
أيها الإخوة والأخوات،برنامج "أولوياتي" الموسع لرئيس الج
إننا في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، وانطلاقا من مسؤولياتنا الجسيمة، في حماية هذه المكتسبات الثمينة، والدفاع عن هذا الإنجاز التاريخي، لَنؤكد على ضرورة تعميق الدراسة والتحليل ، واستشراف المستقبل واستباق الإشكالات لإنارة الجهاز التنفيذي، ولكي نبين للرأي العام الوطني والدولي مدى النجاحات، التي نحققها هذه الأيام، وكيف تعثرت برامج شبيهة في السابق، كي نضمن تفادي التعثرات واجترار التجارب.
كما أننا مطالبون أكثر من غيرنا بتكثيف التفاعل والتناصح، وتبادل الخبرات وتداول المعارف وتلاقح الأفكار، وصولا إلى تطوير مجمل الكفاءات الحزبية في مختلف الميادين، ضمانا لفعالية أكثر تليق بمشروعنا المجتمعي الكبير، والمنبثق من برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، ولن يتأتى ذلك إلا بتكاتفنا جميعا وتعاوننا من أجل حماية مقدرات البلد والحفاظ على ثرواته، والدفاع عن مصالح مواطنينا، وحماية القوانين التي تم سنها لذلك.
ولا شك أنكم تدركون معي جميعا ما يقع على عاتقنا من مسؤوليات لتوصيل مضامين هذه البرامج إلى عموم المواطنين، عبر تبسيط المفاهيم، وربطها بواقع السكان المعيش، واستخدام لغة معبرة وشفافة، ليدرك كل شعبنا ما تعنيه هذه البرامج بالنسبة لحاضره ومستقبله، حتى يكون الجميع شركاء حقيقيين في الدفاع عنها وحمايتها، وتنفيذها على أحسن وجه، وهو ما يبشر بتحققه تواجد هذه الكوكبة من القامات الثقافية والفكرية معنا اليوم، من أجل تدارس أبعاد هذه النجاحات، وأهم السبل لتسريع وتنفيذ المشاريع المرتبطة بهذه الخطة الرائدة، والتي أعلن عنها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، في خطابه الأخير الموجه إلى الأمة.
أتمنى لأعمال ندوتنا هذه التوفيق والسداد.