"في الوقت الذي تُقْدِم فيه قيادة الأركان الوطنية، بمهنية على تفصيل ملابسات وفاة المواطن عباس رقيه جالو رحمه الله، في إطار مهمة الجيش المتمثلة في غلق الحدود تفاديا لنشاط المتسللين، وفي الوقت الذي يُتوخى من الجميع أن يشد على أيدي قواتنا المسلحة وقوات أمننا، تخرج علينا بعض الجهات مُنغِّصة وقار الهدوء السياسي الذي تعرفه البلاد هذه الأيام، نافخة في كير الفتنة، الذي طالما اقتاتت عليه، ضاربة عرض الحائط بحساسية اللحظة، المشرئبة فيها أعناق الجميع إلى الوحدة الوطنية والعدالة والانسجام واللحمة والتآزر.
إن محاولة هذه الجهات امتطاء حادث عرضي، في هذا الوقت لا يمكن فهمه إلا في سياق البحث عن موطئ قدم في ساحة بدأت تطبعها الجدية والعمل، وتضمر فيها خطابات المزايدات وتجارة الأراجيف، وبدأ الخاصة قبل العامة يحددون الوجهة السياسية الأصلح، وإلا كيف نفسر وصف البعض لرئيس جاء إثر انتخابات شهد الجميع بنزاهتها، في انتقال سلس للسلطة، وفريد من نوعه في المنطقة، بأوصاف العهود الاستثنائية التي تكوَّن البعض في دهاليزها البائدة.
لازال هناك من يعتقد –بحكم أجندات قاهرة- أن برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني "تعهداتي"، سيطمر ناطحات الزوابع التي بنتها خراطيم العناكب السياسية في غفلة من الزمن، لينصاع لأحكام غشاوة الإفلاس بدل التشبث بخيارات الشعب ومطالب الجماهير المتمثلة في توفر الأمن والغذاء والدواء والتعليم والكرامة والعدالة والحرية, ولم تعد الخطابات المحنطة تعني له الشيء الكثير.
إننا في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، إذ نترحم على المتوفى، ونعزي ذويه في مصابهم، لنهيب بمواطنينا، تشبثا بدينهم الحنيف، أن يقفوا وقفة رجل واحد في وجه كل من يسعى إلى الإفساد ليتفرغ الجميع للعمل النافع والبناء والتعمير.
إن حزب الاتحاد من الجمهورية، بقدر ما يتمسك بجو الانفتاح الذي أرسى دعائمه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، والانسجام بين كافة أطراف الطيف السياسي الوطني، خاصة في هذه اللحظة الفارقة، سيظل عقبة كأداء في وجه كل من يكشر عن أنياب الفتنة ويسعى إلى إفساد فرحة شعبنا بالأمل الذي بدأ يدب في النفوس، وينشر الرحمة والسكينة في كل الأرجاء، ولن يقف مكتوف الأيدي أمام سماسرة الألم، الساعين إلى "التزين" بالأكاليل المزيفة والتيجان البالية.
حفظ الله وطننا، وأدام نعمه ظاهرة وباطنة على شعبنا."
نواكشوط بتاريخ 30/05/2020
اللجنة الإعلامية".