ما الضرورة إلى تنظيم ندوات إذاعية وتلفزيونية في مباني الإذاعة والتلفزيون أو فضاءاتهما الضيقة المغلقة ويحضر إليها أعدادا كبيرة من الضيوف والمدعوين، بحجة تنوع اختصاصاتهم، للتناول من كل الزوايا لفيروس “الكورونا التي تحولت إلى وباء يهدد جميع القارات؟ فهل أن استدعاء عدد كبير من هؤلاء “المتخصصين”، بتكرار مجاملاتي لا يخفى، إلى داخل مكان ضيق ومغلق يحتكون فيه عن قرب ويتبادلون في تناوبهم على الكلام الميكروفونات، ليس عملا متهورا ومخالفا للتعليمات التي وضعتها السلطات الصحية التي تدخل في صميم الإجراءات الوقائية ويعتبر تنفيذها شبه واجب مفروض؟ أم أن الإعلام عندنا ما زال دون المستوى المفروض من الوعي الذي تمليه الحرفية؟ وهل أن القيمين على المؤسسات الاعلامية والعاملين في الحقل لا يدركون أن ضيفا واحدا متخصصا عبر الأثير أو على الشاشات التلفزيونية يكفي في تخصصه لتمرير الرسالة المطلوبة منه ولإسداء النصح المترتب على الوضع القائم؟ إلى متى سيظل الإعلام لا يحقق تقدما مهنيا يمنعه من الالتحام بمنصة الإعلام العالمي من حولنا فلا يجاري نضجه ووطنيته وحرفيته؟ ثم لماذا لا يبتعد عن المجاملة المتجاوزة وحشو الفضاءات الحوارية والنقاشية بالجحافل من “المكررين” في الاختصاصات لإرضائهم بأن يستعرضوا قدراتهم البلاغية وما يحملون للمنصة الغاصة بأمثالهم؟