تابع الموريتانيون، على شاشات التلفزيون، المؤتمر الصحفي لرئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الجديد السيد سيد محمد ولد الطالب اعمر، فبدا لهم، في هذه الخرجة الاعلامية الأولى له بعد انتخابه، واثقا من نفسه ويمتلك بقوة زمام الكلمة ووضوح الرؤية.
ارتجل الرجل بتمكن بادي ولغة سليمة الكلمةَ، التي افتتح بها المؤتمر الصحفي أمام حشد كبير من الصحفيين، حيث لخص بدقة حيثيات المؤتمر الثاني للحزب وما تمخض عنه من نتائج غطت كل الجوانب التي عددها، وكذلك الذي تم التوصل إليه من التغييرات الجوهرية في النصوص والمهام لمسار التحولات المضطربة الحاصلة في البلد؛ مهام تتطلب استعدادا وسرعة تصحيح وقوة استشراف وعملا ميدانيا مكثفا وخاصة في الجوانب المتعلقة بالصحة والتعليم ومكافحة الفقر والأمن والمناخ والإدارة.
ولما كانت الأسئلة، كما هو متوقع، بمستويات متباينة وحمولات ونوايا ومرامي مختلفة، منها الموضوعي ومنها الغرضي ومنها القليل الملتزم بقواعد الإعلام المهني الصرف، فإن رئيس الحزب لم يمتنع عن الرد على أي منها ولم يلجأ إلى أسلوب الرد بالسؤال على السؤال كما يحبذ البعض في بعض المواقف التي يجده محرجة أو يكون غير مهيئ للإجابة عليها.
لا شك أن هذه الخرجة تحسب لـ"لتغيير" الذي يحتاجه الحزب بشدة وقد استطاع أن يتخلص المؤتمرون من أهم عناصر طغمة "القبضة الحديدية" دون أن يقضوا على جميع عناصر الدرجة الثانية من "المسرفين" الذين حضر من بقاياهم البعضُ فعاليات المؤتمر الصحفي ولكن بغير عنفوان أحابه المكسور.
ولإن غاب عن المؤتمر، أيضا، الإعلامُ الحزبي الذي سحق أصحابه خلال الآونة الأخيرة وانتزعت من لجنته الإعلامية كل الثقة، وجردت من مسؤولياتها، وانتزعت بدون إشعار من أصحابها المهام التي كانوا مكلفين بها، وهمش الكثير منهم تهميشا وصل حد النفي لأنهم رفضوا فقط تدنيس المهمة النبيلة التي كانزا يضطلعون بها والاخلال بأخلاقيات المهنة، إلا أن الأمل في عودة هذه اللجنة إلى سابق نشاطها ونزيه عملها وصدق تبليغ رسالة الحزب واضحة، بات واردا مع ترأس ظهور الأمين الإعلامي وهو يترأس فعاليات المؤتمر الصحفي من بعد تغييب دام طويلا.