ما زالت الساحة الثقافية تَبصق بضعفها على أرضية واقعها "الجاف" وتحرك غبارها المفتقر إلى الوزن من خواء الإنتاج وغياب الإبداع؛ ساحة ثقافية لم يشفع لضعفها ما يحاك فيها عبثا - لوجه الانتفاع العرضي - من تظاهرات باهتة لا تحمل عمقا ولا تترك أثرا، يقيمها من حين لآخر وعلى الأغلب بعض المدعين، تحت أسماء كبيرة وبعناوين براقة تدعي حملَ لواء الفكر والثقافة والأدب؛ تظاهرات ترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نجل خاوية، وقد جاء بأغلبهم إليها داعي الانتماء القبلي والجهوي فيما سِيق البعضُ الأخر بداعي طلب الأضواء وحب عيون الكامرات. وهي التظاهرات التي، إن لم تُحَلِّق بأصحابها هروبا من الحاضر المعدم إلى الماضي (المنقذ توهما) لإحياء ذكرى بعض من شكلوا فيه معادلة معرفية، فإنها تهبط إلى حضيض المجاملات تغطية لمشترك ضعف العطاء وغياب الإبداع.
فهل السكوت على هذا الوضع، الصارخ بقصوره وتغطيته على بالغ التراجع بالتغني على الماضي، هو الحل لأزمة فكر ومعرفة وصلت حد الموت السريري؟