وترى الانتهازيين هذه الأيام الفاصلة عن تخليد عيد الاستقلال في "اكجوجت" عاصمة ولاية "إينشيري" يشحذون همم الطمع ويعدون مراكب النفاق والتزلف لقتل روح المناسبة العظيمة وتحويلها إلى كرنفال تجري فصوله بأموال وسيارات الدولة ووقودها ذهابا وإيابا من العاصمة بأمواجهم التي لا تنتهي.
إنها الأموال الطائلة من خزينة الدولة التي جرت العادة السيئة بصرفها من كل قطاعات الدولة في هذه المناسبات التي لا ينقص التقشف، المنطقي وضرورة الترشيد والصرف في الباقي المفيد، قيمتها الكبرى. صحيح أن بعض الدول التي تنعم بمجتمع مدني نشيط ورجال أعمال مخلصين ومواطنين واعيين ومسؤولين غيورين على البلد، تحتفل بأعيادها الوطنية بما يليق باذلة في ذلك من جهدها وعطائها واستعدادها. أما التي تفتقر إلى كل هذه المقومات فإنها تتبع نهج التقشف المسؤول الذي لا يخدش روح الوطنية ولا يقلل من شأن الأعياد إلى حين تنمو وتنجب عقلا جمعويا وطنيا ناضجا يضع الأمور في نصابها ويقطع الطريق أمام الانتهازيين والمتزلفين الذين يحلبون ضرع الوطن عند كل مناسبة.