معالي الوزير الأول،
في ترتيب حديث للعواصم الإفريقية، من حيث الجمال والتنظيم وعملية المرافق، جاءت العاصمة نواكشوط في مؤخرة دول القارة لضعف المرافق المدنية وغياب الإنارة اللائقة بالمدن الكبرى، وإغفال الأرصفة العملية وانعدام الطرق الصلبة والأنفاق والجسور الضرورية لتخفيف زحمة المرور وتسهيل التنقل وضمان السرعة بأمان وانسيابية بين أطرافها وقد أصبحت مدينة كبيرة يناهز عدد سكانها مليون نسمة.
كما أن المدينة ما تزال تفتقر إلى المتنفسات الخضراء وحيث أنه تم خلال الفترات الماضية السطو بقوة النفوذ على كل المساحات التي كانت متروكة في المخطط العمراني لإنشاء منتجعات وحدائق؛ مساحات تحولت جميعها ومعها عديد المدارس الجمهورية العريقة والمرافق العمومية والخدمية وبعض الثكنات التابعة للجهاز الأمني إلى وأسواق باذخة ومجمعات سكنية للإيجار.
معالي الوزير الأول،
إنها الحقيقة البادية التي تدحض ما أشيع على قرع الطبول بأفواه التملق والتزلف والنفاق وقلب الحقائق بلغة الخشب، من أن العاصمة أصبحت بفضل عناية خاصة تنافس العواصم في القارة من حيث الطرق والإنارة والصرف والمرافق والعمارات الشاهقة، ولكن الناظر بالعين المجردة المحايدة لا يمكن أن يغتر بهذه الأباطيل اللفظية ولن يفوته أن العاصمة بما طرأ فيها من عمارات وأسواق رفعت على أراضي أملاك عمومية هي فقط حظائر للمفسدين والقلة من الذين كانوا المقربين وأفراد الزبانية شيدوها بالمال العام.
معالي الوزير الأول،
ويبقى الأمل كبيرا، معكم وفي عهدكم الميمون، أن يراجعوا إن شاء الله هذه الأمور وأن تعكف حكومتكم التكنوقراطية على تنظيم العاصمة حتى تكفل بوجه لائق للبلد مصداقيته الناقصة بسبب وضعيتها، وأن تجعلها مساحة استقطاب لضيوفها من العالم ومستقرا حديثا وعمليا لساكنتها يتميز بالانسيابية والأمن وذلك بتوفير جميع الوسائل والمستلزمات التي تشجع على الإنتاج البناء والأداء الحسن