بـ "حروف من ذهب" خطت الفنانة التشكيلية الكويتية منال الشريعان اسمها في سجل الفنانات اللاتي تحدين الصورة النمطية عن المرأة الخليجية.
منال قررت في عام 2011 اقتحام مجال الفن التشكيلي، وهي في نهاية الثلاثينيات من العمر وأم لخمسة أولاد، وليست لديها أي دراسة أكاديمية تتعلق بالمجال الفني فهي حاصلة على درجة الماجستير في الخدمة الاجتماعية.
شغفها بالفن دفعها لتخطي كل الحواجز فقررت تدريب نفسها عبر الإنترنت كما التحقت بدورات على يد مدربين محترفين، وخلال سنوات قليلة تمكنت من الوصول بمعروضاتها إلى روما و فلورنسا ثم باريس.
كما حصلت على جائزة دبي الثقافية على مستوى الوطن العربي عام 2015 وجائزة الربيع من معرض الربيع في الكويت في العام نفسه و اختير أحد أعمالها كغلاف للكتاب السنوي للمجلس الوطني للثقافة والفنون في الكويت 2015/2014.
وتقول منال لبي بي سي إنها تحرص من خلال أعمالها على تقديم قضايا المرأة الخليجية والتراث والثقافة العربية و الإسلامية عبر خامات مستمدة من البيئة لتمزجها بروح عصرية.
للمرأة بصمة كالحرف
وتضيف "أحرص على تجربة كل ما هو جديد، في معرضي الثالث والذى حمل اسم - حروف من ذهب - أدرجت حروف الأبجدية العربية كعنصر أساسي في العمل الفني عبر نحته على أخشاب قطعتها من مزرعة العائلة وأدخلت عليه الرسم الواقعي والألوان بطريقة مختلفة، وأوجدت فكرة في كل منحوتة بحيث يبدو الحرف كما لو كان جزءا من الخشب و ليس مقحما عليه".
كان الهدف من هذا المعرض هو إبراز جمال الحرف العربي من حيث حركته وتناغمه بعيدا عن استخدامه في تشكيل كلمات بعينها .
وتربط منال بين اهتمامها بالحرف العربي والمرأة، فدائما ما تحمل لوحاتها وجه امرأة مدون عليه حروف عربية. فمن وجهة نظرها " المرأة كالحرف، وجودها مهم كأهمية الحرف ولها بصمة كبصمة الحرف وجمالها وتنوعها واختلافها يجعلها قريبة الشبه بالحرف العربي.
وبالرغم من إيمانها بأن المرأة الخليجية "تحسن وضعها كثيرا خلال السنوات الأخيرة و اقتحمت كل مجالات العمل كوزيرة و نائبة في البرلمان إلا أن سقف الطموح لا حدود له وعليها السعي من أجل المزيد".
وأقامت منال أول معارضها عام 2013 . وكان عن المرأة وحمل اسم - تجارب و إصرار .
في هذا المعرض عرضت منال 35 نموذجا للمرأة حول العالم بمختلف مراحلها العمرية وألوانها وأزيائها وركزت في المقام الأول على ملامح الوجه، حيث أرادت أن تبعث رساله مفادها "يجب النظر للمرأة فقط كإنسان وليس على أساس شكلها أو سنها أو زيها أو غطاء رأسها أو جنسيتها".
للرجال نصيب
ورغم دعم عائلتها لها تقول منال إنها كمثلها من الفنانات الخليجيات "تعاني من قلة الدعم المالي لهن لتمثيل بلادهن في الخارج".
وتؤكد "دائما ما يتم توجيه دعم الدولة للشباب على حساب الأكبر سنا و للرجال على حساب النساء على حساب المحجبة الأمر الذى انتهى بي لأن أقيم كل مشاركاتي الفنية في الخارج على نفقتي الخاصة".
وأهم سلبيات ذلك هو "حرمان الفنان من التطور و الاحتكاك بتجارب فنية أخرى تصقله وتطوره".
ولتحقيق أرباح مادية قد تساعد في تعويض الدعم الغائب، أنشأت منال مرسما اسمته "زوايا الفن" في مدينة الخبر السعودية حيث تقيم مع عائلتها.
وتقول "المرسم لا يحمل اسمي كأي مرسم آخر وإنما أردت أن يكون مدرسة تضم فنانين من مشارب مختلفة متخصصين في الحرف وآخرين من المدرسة الواقعية وغيرهم متخصصين في الرسم بالماء، وهو مرسم يهتم بتعليم النساء فقط ، لكن بعض المدربين رجال".
بجانب المرسم تحقق منال كما تقول أرباحا عبر طباعة رسوماتها على ملابس و أقمشة و صناديق صغيرة كتلك التي عرضتها في مدريد عام 2013 ضمن أعمال المجلس التجاري السعودي - الإسباني.
و تتمنى منال أن تقدم معرضا فنيا ينقل الثقافة العربية والإسلامية للعالم ، كما تأمل أن يسهم مرسمها في إعطاء مزيد من النساء دورات للتعبير عن انفسهن و اعمالهن برؤيتهن الخاصة و هو "ما سيقود للاعتراف بالمرأة الخليجية و العربية عموما باعتبارها قادرة على اقتحام كل المجالات و المنافسة بل و التفرد فيها".