وتتسارع خلال أيام النهاية هذه وتيرة جهد "اليائس عند آخر فصيل من المتشبثين الواهمين ببقاء الحال على هواهم، إلى وضع القشة الأخيرة فوق ظهر البعير والنهوض به للعبور الوهمي صحراء الآمال المتبخرة والقوى الخائرة والمستقبل القاتم. ولكنها القشة قاصمة الظهر.
ولأن الوقت قد ضاق والتحول المقبل بات قاب قوسين أو أدنى من الانطلاق يجد هؤلاء المزمرون، بأبواق اليأس أنفسهم، على أهبة الاستعداد لتبديل جلودهم في الوقت الضائع بلا خجل على الرغم من علمهم أنه لات حين مناص.
هل ينتهي عهد الوزراء الرحالة"
في حين لا يسافر إلا نادرا وزراء دول العالم إلى خارج بلدانهم في رحلات محسوبة التكاليف ومعلومة المردودية، يدور وزراؤنا "الرحالة" بالعالم مرات تفوق عدد شهور السنة، مكلفين الخزينة العامة مئات الملايين القسط الأوفر منها من العملات الصعبة، أسفارا على رأس وفود كبيرة وبلا غير مردود من أي نوع كان يجنيه البلد لصالح تنميته البشرية والاقتصادية.
فهل يكبح العهد الجديد جماح الوزراء "الرحالة" ويعيد للوزارات هيبتها ومصداقيتها؟\\
الإعلام بين أسوار لغة الخشب
ما زال الإعلام الرسمي في مجمله منحازا للغة الإقصاء -على الرغم من انبلاج فجر التحول وهبوب نسائمه وكذلك قصر عمر المرحلة المنتهية ـ بالشطب والمحاسبة والعزل والتغييب عن منابر الحوار والتحليل والاستشراف والقراءات المتبصرة، مقتصرا مقاعد برامجه الحوارية والتحليلية على شلة معلومة العدد، موحدة المنهج ذات هدف يرمي إلى ترسيخ الاستمرارية.
وإنها للغة السلاح المعتمدة لإبعاد أهل الرأي الناصح والإرشاد الموجه والنقد الصحي عن مسارح الكلام المباح؛ سلاح مستخدم بإفراط فيما ينتشر في جسم الإعلام الهزيل وباءُ لغة الخشب وطقوس الوثنية السياسية والتملق اللفظي.
لكن هيهات.. قريبا يموت الجمود ويغيب أهله لينفتح الإعلام على الآراء الحرة و البناءة ويستعيد روحه النبيلة بعدما يتحرر من أغلال لغة الخشب والتمجيد ليبث رسالته النبيلة..