تغلي، أمام الانتقال إلى مرحلة التصحيح القادم، بحرارة الغدر وتنشط بوقود المكر السيئ دوائرُ الكيد المصرة على إبقاء قوالب تثبيط الهمم النظيفة وشل الإرادات الخيرة وتعطيل المساعي المخلصة.
إنها تشحذ هممها الشيطانية وتملأ بالسموم جيوب الغدر لديها وتعبد المسالك بالأشواك لسد كل المنافذ وتحصين مدارج الهبوط على أصحاب النوايا الحسنة في الوطن المكلوم لتسويتها مع الإسفلت وقتل مراميهم قبل التحليق.
دوائر من صميم الإعلام المخنث وأخرى من آسن السياسة المومسة، متلبسة جميعها بالنفاق والتملق والتآمر وقلب الحقائق بلا مراعاة للوطن وتوازنه والمواطن وحقوقه، هي التي تتشكل، تنشطر وتتكاثر مجتمعة في حلقة مغلقة لتظل مأساة الدولة وكوابح التنمية ومؤطرة الفساد ومحصنة النهب وسوء التسيير ومعمقه الهوة بين الغالبية الفقيرة المحرومة والقلة المتخمة من المال العام.
فهل يسد الباب، عاجلا وقبل فوات الأوان، أمام هذه الدوائر ويحاسب أفرادها على ما اقترفوا... وما أعظمه وأشد وطأته؟