باشر سفيرا السعودية الجديدان لدى الولايات المتحدة وبريطانيا مهام عملهما بعدما ظل المنصبان شاغرين لعدة أشهر وسط توترات مع حلفاء غربيين بسبب حرب اليمن ومقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، وهي أول سفيرة سعودية في تاريخ المملكة، قدمت أوراق اعتمادها في واشنطن وهو ما قام به أيضا شقيقها الأمير خالد بن بندر بن سلطان في لندن.
يأتي وصولهما في فترة مشحونة بالنسبة للعلاقات الثنائية مع البلدين، إذ تواجه الرياض انتقادات متزايدة لسجلها الخاص بحقوق الإنسان ودعوات لتجميد مبيعات الأسلحة لها في خضم الحرب المستمرة منذ أربعة أعوام في اليمن حيث يحارب تحالف تقوده السعودية الحوثيين الموالين لإيران.
وتقرر في فبراير شباط تعيين الأميرة ريما سفيرة خلفا للأمير خالد بن سلمان، الذي تعرض لانتقادات شديدة لنفيه مقتل خاشقجي في أكتوبر تشرين الأول داخل القنصلية السعودية في اسطنبول قبل أن تقر السلطات في نهاية المطاف بمقتل الصحفي الذي كان يكتب مقالات في صحيفة واشنطن بوست.
والسفير السابق هو شقيق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ويتولى حاليا منصب نائب وزير الدفاع في الرياض. وتعتقد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ودول غربية أن ولي العهد أمر بقتل خاشقجي، وهو ما ينفيه المسؤولون السعوديون.
والسفيران الجديدان في الأربعينات من العمر وكان والدهما سفيرا لدى الولايات المتحدة لمدة طويلة. وعاشت الأميرة ريما معه في واشنطن لسنوات ودرست في جامعة جورج واشنطن.
وليس لدى الأميرة أي خبرة دبلوماسية سابقة، إذ عملت في القطاع الخاص ثم انضمت إلى الهيئة العامة للرياضة بالمملكة حيث دافعت عن مشاركة النساء في هذا المجال وركزت على زيادة تمكين المرأة.
وجاء تعيينها سفيرة في وقت تشهد فيه المملكة المحافظة انفتاحا وإتاحة المزيد من الحريات للنساء، لكنها تشهد أيضا حملة قمع ضد المعارضة شملت احتجاز نحو 12 ناشطة، معظمهن من المدافعات عن حق النساء في قيادة السيارات، وهو الأمر الذي سمحت به السلطات العام الماضي. وقالت بعض الناشطات إنهن تعرضن للتعذيب.
أما شقيقها الأمير خالد فقد كان في السابق سفيرا للمملكة لدى ألمانيا التي تدهورت علاقتها بالرياض في السنوات القليلة الماضية بسبب تعليق صادرت الأسلحة الألمانية وانتقادها لأسلوب المملكة "المغامر" في الشرق الأوسط.