توجّه رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان إلى تشاد، فيما دان الاتحاد الأوروبي قمع المدنيين وطالبت ماليزيا بالتهدئة. وفي حين قدمت كتل سياسية مبادرة لتشكيل حكومة كفاءات (تكنوقراط)، بدأت في أديس أبابا اجتماعات تحضيرية لقمة الاتحاد الأفريقي المقبلة في غياب السودان بعد تجميد عضويته.
زيارة قصيرة
وقد أعلن المجلس العسكري أن رئيسه الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان غادر الخرطوم اليوم الاثنين إلى دولة تشاد، في زيارة قصيرة يلتقي خلالها الرئيس إدريس دبي.
ويرافق رئيس المجلس في هذه الزيارة الأمين العام للقصر الجمهوري الفريق ركن محمد علي إبراهيم، إلى "جانب عدد من القادة".
إقصاء أفريقي
وفي أديس أبابا، يغيب السودان عن الاجتماعات التي تعقد على مستوى المندوبين الدائمين للتحضير للقمة الأفريقية التي تعقد في النيجر الشهر المقبل.
وأقصِي السودان من هذه الاجتماعات تنفيذا لقرار مجلس السلم والأمن الأفريقي القاضي بتعليق عضويته في كافة أنشطة الاتحاد، عقب الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكومة الرئيس المعزول عمر البشير في 11 أبريل/نيسان الماضي.
وسيبحث المشاركون اعتماد جدول أعمال القمة التي من المقرر أن تعلن رسميا عن إطلاق منطقة التجارة الحرة الأفريقية.
إدانة أوروبية
من جانبهم، طالب وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الاثنين بإجراء تحقيق مستقل وشفاف حول "حملة القمع التي حصلت في السودان مطلع يونيو/حزيران" الجاري.
وجدد الوزراء إدانتهم "للهجمات العنيفة التي ارتُكبت في السودان في الثالث من يونيو/حزيران، والتي أسفرت عن عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين".
وفي بيان مشترك، اعتبر الوزراء الأوروبيون أن "المسؤولية تقع بوضوح على عاتق المجلس العسكري الانتقالي كسلطة مكلفة بحماية السكان".
وأضاف الوزراء الأوروبيون أن مرتكبي هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان وهذه التجاوزات "يجب أن يتحملوا مسؤولية أفعالهم".
وبحسب لجنة أطباء السودان المركزية، قُتل حوالي 120 في قمع المتظاهرين منذ الثالث من يونيو/حزيران الجاري، ومعظمهم سقطوا خلال تفريق الاعتصام، وتحدثت السلطات عن حصيلة بلغت 61 قتيلا فقط.
نداء ماليزي
وفي ماليزيا، دعت نائبة رئيس الوزراء وان عزيزة وان إسماعيل جميع الأطراف في السودان إلى التهدئة وتجنب العنف المستمر ضد المواطنين، وحثت على احترام حقوق الإنسان.
وقالت "ندين الهجمات على المدنيين الأبرياء، وندعو إلى التحقيق في الحادث بدقة، ونأمل في إحالة المسؤولين عنها إلى العدالة فورا".
وأوضحت أن ماليزيا ترحب باتفاقية استئناف المباحثات بين المجلس العسكري الانتقالي السوداني وقوى الحرية والتغيير، حول تشكيل مجلس سيادي مشترك.
المهدي والتنسيقية
محليا، دعا زعيم حزب الأمة الصادق المهدي إلى تشكيل كيان يكون وسيطا وطنيا بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير.
وفي ذات السياق، طالبت سبع كتل سياسية منضوية تحت اسم "تنسيقية القوى الوطنية" بتشكيل حكومة تصريف أعمال من التكنوقراط.
جاء ذلك لدى لقائها نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وفي تصريحات إعلامية، قال القيادي بالتنسيقية والأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي علي الحاج إن القوى الوطنية "التقت نائب رئيس المجلس العسكري للتباحث حول مجريات الساحة".
وأضاف الحاج أن التنسيقية قدّمت رؤيتها وطلبها بتشكيل حكومة انتقالية لتصريف الأعمال من التكنوقراط المستقلين، موضحا أن الحكومة ستكون تسييرية وتنتهي مهامها مع إجراء انتخابات عامة في البلاد.
كذلك طالبت الكتل السياسية المجلس العسكري بإصدار قرار بإلغاء أحكام الإعدام على السياسيين وقادة الحركات المسلحة، لتمهيد البيئة السودانية للتحاور.
المصدر : الجزيرة + وكالات