- العملة رمز الاستقلالية الاقتصادية
وإنه لغاية هذه اللحظة ما زال معظم الشعب لا يعلم شيئا عن الدوافع الحقيقية والموضوعية التي استبدلت بموجبها العملة الوطنية أوراقا وقطعا نقدية، اللهم ما تم تداوله وقتها من أن القرار اتخذ بسبب ضبط تزوير للورقة النقدية من فئة الخمسمائة أوقية والتي كان "علية" النظام يملكون منها يومها كميات كبيرة لا سبيل إلى الاستفادة منها إلا أن تستبدل الأوراق لإخفاء الأمر الخطير وضمان تأمين قيمتها من خلال البنك المركزي الذي يستلمها مقابل الجديدة ثم يقوم بإتلافها دون التحقق في مصدرها.
- العلم رمز الهوية والوحدة الوطنية
لم يسبق لموريتانيا أن امتلكت قبل استقلالها راية موحدة ولا عرف أهلها معنى الألوان الوطنية إلا مع الاستقلال فكان اللونان المعبران الأصفر والأخضر عن الانفتاح والأمل والهلال والنجمة عن المعتقد والطموح إلى الأعلى. راية كان الكل يرى فيها نفسه بلا عصبية أو تأويل يمس من الوحدة والوئام حتى تحركت غريزة تحريك المياه العكرة وتقليب المواجع وتأصيل رغبة التجزئة والتراتبية فولدت نوايا جديدة من ملتئم الجراح وأدخلت لونا أحمر قتل السكينة في النفوس وحرك غرائز العنف.
- تدمير شواهد التاريخ
في حركة مفاجئة لم تسبقها مشاورة من أي نوع أو مستوى تم تدمير معلمة/شاهد على مرحلة التأسيس والدخول في حيز الدولة المركزية من لا دولة "السيبة" وهي مجلس السيوخ بحجة أنها شاهد على الاستعمار ولم تدمر فرنسا أو سوريا أو تونس أو ليبيا الشواهد الرومانية ولا مصر دمرت شواهد العثمانيين. وهو، على الرغم من هذا الادعاء المبتذل، المبنى الذي شهد أحداثا مفصلية وإعلانات تاريخية في تاريخ الدولة والأمة الموريتانيين الحديثين.
- تغيير مسميات شوارع
ليست الوحدة الوطنية وتخليد شخصيات عظيمة من البلد بحاجة إلى التجني على جزء من ذاكرة المدن المتمثلة في شوارعها وبعض معالمها، وذلك لوفرة الساحات الكبيرة والشوارع العريضة والمؤسسات التعليمية والعلمية والبحثية والتراثية وغيرها لاحتضانها على أحسن الأوجه وأكثرها تقديرا وإظهارا. وإن المدن لترقى وتأخذ حيزا في القلوب ومكانا في سجل مدن العالم الأكثر هيبة وثراء حضاريا واستقطابا للأنظار والاهتمام بكثرة روافد التاريخ فيها وتنوع مصادره وصناعه.
- فهل تسترعي الانتباه من جديد جملة القرارات التي أملتها رغبات متنوع البطانات المجبولة على حب التغيير السلبي وسلب البلد أية ذاكرة يتكئ عليها لخوض عملية البناء على أسس ثابتة تشكل المرجعية والمحفز إلى المستقبل الذي هو حاضر مجهول؟
- وهل تتم بلا عقد مراجعتها بمعية الشعب على أسس الشفافية وحرية الاختيار من دون ضغط أو تخويف أو ترغيب؟
- وهل يعاد النظر في أربع؟
- أم هل سنظل نمشي فوق البيض؟