وبلغت وتيرة النهب والاختلاس والفساد والصفقات المشبوهة و"الفوترة" المضخمة أوجها عند نهاية السنة المنصرمة، وتعبث بكل قوتها الضاربة المهلكة في بداية الحالية، وكل على نحو غير مسبوق وكأنه سباق المختلسين والمحتالين والناهبين مع الزمن، أو أنه في هذه المرة تحدي سافر للأقدار برسم قادم لمعلوم الأحوال المتغيرة الذي قد يمنعهم من أن يبدلوا جلودهم ويستبدلهم.
فهل يصيبون هذه المرة وتتحقق مخاوفهم فينقشع الظلام عن فجر جديد ويأتي من يوقف النزيف ويصحح الوضعية فيصوب الرماح باتجاه مقاتل الفساد والاختلاس وتضييع مال الدولة بين أصنام:
- القبلية السلبية "السيباتية"،
- ورجال الإهمال دون الأعمال،
- ومغرضي السياسوية الطفيلية الجاهلة بلا برامج ولا خطاب ولا فلسفة،
- وشعراء التزلف والمهرجانات الكرنفالية،
- وإعلام التملق،
- ومومسات الدلال،
- وأطفال الملاعق الذهبية؟
وتلبس البلاد بعد العري حلة الأمل المشرق القشيبة فـ:
- تغيض "بحيرة" النفاق والتزلف،
- وتنطفي "نار" الغبن والإقصاء والتهميش لشرفاء المسارالصامت،
- وينكسر "إيوان" التسلط القبلي والشرائحي،
- وتخضر الربى بالعدل والمساواة وترتفع أركان البلد بالعمل البناء.
وتنتهي حقبة:
- الإثابة بالتوظيف والتعيين والصفقات المدرة عن عملات نفاق ووشاية وتزلف،
- والشطب والإقصاء والمنع من التوظيف معاقبة وتصفية حاسب وإذلال ومهانة،
- ومجازاة بالمنح إلى الخارج أبناء وأقارب وحواشي أصحاب الوساطات من وجهاء السيبة ومسؤولي وموظفي الصف الأول وكبار الضباط.
فهل كل ذلك من عدل؟ وهل التطلع إلى تغيير هذا الوضع الشاذ جنحة أو إثم؟ وهل المطالبة بأن تنقى أشواك النفاق وتوصد المنافذ إلى النفاق بحظر:
- شعر المديح والتبجيل والإطراء، وحط السروج الكاذبة عن خيوله الوهمية في عصر الحرف المستنير،
- وفقه المجاملة الذي يشترى به ثمنا قليلا،
- الكف عن تمويل الصروح السابقة لأوانها باسم العلم الذي ما زال مفتقرا إلى بصمات التحيين في جزئه الروحي التراثي غائبا في جزئه العلمي المرتبط بالنهضة المشتهاة،
- والامتناع عن العبث بالتاريخ الذي ما زال ضبابيا، والمدن القديمة التي تحتاج إلى الرعاية والترميم وحسن التسويق، لا إلى الهدم بالأقدام والصخب وسيئ الأقلام،
وإنه بإزالة أسباب النفاق يضيق الخناق على المنافقين وتصفو الرؤية وتتقد الأذهان المخلصة بنور التبصر فتبادر طليقة الأيدي النظيفة إلى محاور التصحيح المستعجلة لدفع العجلة بقوة الإرادة والتصميم من وحل التخلف الأسن إلى مدارات ركب الأمم.