اختتمت ليل الاثنين فعاليات مهرجان المذرذرة الثقافي في نسخته الثانية، المنظم هذا العام تحت شعار "عادات وتقاليد"، والتي تضمنت عدة مواضيع من التراث، كان من ضمنها "الفن، والأدب، والتراث، والفلكلور، والألعاب التقليدية، والمعارض، والرماية".
وقد تم حفل الاختتام وسط حضوري شعبي واسع، بينما تضمنت السهرة الأخيرة عدة عروض تقليدية، وفنية أنعشتها فرقة أهل الميداح وأهل أنكذي، وأهل أحمد لول، إضافة إلى عدة محاضرات تناولت تاريخ "انيكور"، و"المدح"، والمنتوج التقليدي.
وقال المتحدث باسم المهرجان محمد ولد أحمد الميداح إن الجموع الغفيرة الحاضرة تستحق وقفة شكر وتقدير لأنها لبت نداء الثقافة وحماية التراث، وشجعت النادي على المضي قدما حتى نظم دورتين ناجحتين من هذه التظاهرة الكبرى، مضيفا أن "النادي وضع بذلك حدا لسنوات من الركود الذي لا مبرر له في مقاطعة عريقة رأس مالها العلم والأدب والشعر".
وأكد ولد الميداح أنه "من الواجب الوطني والأخلاقي أن يهتم الجميع بالتراث، وأن يسعى في ثراءه وتنوعه وأصالته ليربي الأجيال على استذكاره والتمسك به ليكون لنا موطأ قدم في هذا العالم المتحرك الذي لا يقيم وزنا للشعوب المبتورة الجذور والممسوخة الهوية".
وعبر المتحدث باسم المهرجان عن شكره للوفود التي تجشمت عناء الالتحاق بالمهرجان رغم الانشغالات الجمة والصعوبات الكبيرة، داعيا إلى مساهمة الجميع في تنظيم مهرجانات وندوات وأيام ثقافية تعالج مواضيع أخرى من مخزون المنطقة الثري والمتنوع، معبرا عن شكره العميق لوسائل الإعلام العمومية والخاصة على مواكبتها للمهرجان.
وكانت فعاليات النسخة الثانية من مهرجان المذرذرة الثقافي قد تضمنت عرضا تمثيليا لظاهرة "تسدار الجمال" التقليدية والتي هي تقليد تراثي في المنطقة يرتبط بعادات الزواج؛ وهو عبارة عن موكب يضم فنانين يؤدون أغاني شعبية وتتوسطه جمال تحمل هدايا، ويطوف الموكب الذي تقوده نسوة يرافقها أطفال سبع مرات بمنزل أهل العروس، وقد أشرفت فرقة أهل الميداح على تقديم محاكاة متميزة لهذا الفن التقليدي المندثر.
وشهدت السهرة الثانية من المهرجان عرضا تطبيقيا حول "طبل المحصر" الذي مثل أحد رموز السيادة في إمارة الترارزة العريقة خلال القرون الماضية، وكان يقرع في المناسبات المختلفة لإعلام الناس بجديد السلم والحرب والرحيل والاجتماع والصلح، وغيرها.
كما قدم المهندس البيئي لمهابه ولد النويصري من وزارة البيئة عرضا خاصا عن مادة "العلك" (الصمغ العربي) التي قام عليها اقتصاد المنطقة على مدى قرون، ومثلت أول صادرات موريتانيا إلى الخارج.
وشهدت أيام المهرجان الثلاثة تنظيم مسابقة في الرماية التقليدية على "أعلاب المذرذرة"، تنافست فيها عدة فرق.
وفاز بالمركز الأول من مسابقة الرماية فريق سونمكس يليه فريق الركب ثم فريق الكويسي، أما جائزة أحسن رامٍ فقد فاز بها الرامي سيدي ولد أحمد سالم.
وقد تمت مواكبة أيام المهرجان بعرض للأواني والمنتوجات التقليدية، قدمه الصناع التقليديون في المقاطعة، حيث حظي بزيارة واسعة من طرف الجمهور.
واعتبر عدد من المراقبين أن النسخة الثانية من مهرجان المذرذرة الثقافي شهدت حضورا غير مسبوق، وحظيت بتقدير كبير من طرف رجال الثقافة والأدب والفن في موريتانيا.