تنطلق غدا فعاليات المنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي الإفريقي الذي سيعقد بمدينة بطرسبورغ 27-28 يوليو الجاري.
من القاهرة، صرح السفير الروسي غيورغي بوريسينكو بأن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سوف تكون محل ترحيب حار من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مشيرا إلى أن المباحثات بين الرئيسين ستكون فرصة نموذجية لمناقشة كافة القضايا الدولية والإقليمية محل الاهتمام المشترك، ومن المتوقع أن تعطي المباحثات دفعة جديدة للتعاون بين البلدين في مختلف القطاعات، لا سيما بالتزامن مع احتفال البلدين هذا العام بمرور 80 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين موسكو والقاهرة.
وقد بدأ الرؤساء في التوافد من إفريقيا إلى مدينة بطرسبورغ لحضور المنتدى، حيث وصل صباح اليوم الأربعاء الرئيس البوروندي إيفاريست نداييشيمي على رأس وفد رفيع المستوى، وكذلك رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى فوستين أرشينج تواديرا.
وكان مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية يوري أوشاكوف قد أكد مشاركة 49 دولة إفريقية من أصل 54 دولة من القارة السمراء، حيث من المقرر أن يعقد الرئيس الروسي عددا من اللقاءات الثنائية مع نظرائه الأفارقة عشية انطلاق القمة.
من بين تلك اللقاءات لقاء مع رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، وفي وقت لاحق مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي.
ومن المقرر أن يشارك الرئيس بوتين غدا الخميس في الجلسة العامة الافتتاحية للقمة، وأن يعقد اجتماعات ثنائية مع جميع القادة الأفارقة، قبل مأدبة غداء عمل لرؤساء الدول والمنظمات الإفريقية المشاركة ثم حفل استقبال في المساء.
وفي ترحيبه بالمشاركين في المنتدى على الموقع الرسمي للمنتدى، رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمشاركين والضيوف وأكد على أن المنتدى يمثل فرصة لتبادل وجهات النظر بين السياسيين ورجال الأعمال والعلماء والشخصيات العامة حول سبل تعزيز الشراكة متعددة الأوجه، ومناقشة المهام المحددة بشأن الحلول التي تعتمد عليها التنمية المستدامة والتقدم لروسيا وإفريقيا.
وتابع بوتين: "اليوم، تثبت إفريقيا ذاتها بثقة متزايدة كواحدة من أقطاب العالم الناشئ متعدد الأقطاب. هنا تكتسب التغييرات الإيجابية زخما في الإنتاج والزراعة، وفي البنية التحتية للنقل ومجمعات الوقود والطاقة، وفي الرعاية الصحية والتعليم، وغيرها من المجالات".
وأشار بوتين إلى دعم روسيا للدول الإفريقية لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والتقدم، وأضاف: "لقد كان من المهم وصول تعاوننا مع إفريقيا في السنوات الأخيرة إلى مستوى جديد، ونعتزم زيادة تطويره: بتحفيز التجارة والاستثمار، وتعميق التعاون، والعمل معا لحل القضايا الملحة كالفقر، والتدريب الحديث للموظفين، وضمان الأمن الغذائي، ومواجهة تغير المناخ. وبالطبع سنواصل مساعدة شركاءنا الأفارقة بكل طريقة ممكنة في تعزيز سيادتهم الوطنية والثقافية، والمشاركة بنشاط أكبر في حل القضايا الإقليمية والدولية".
وإضافة إلى حلقات النقاش والموائد المستديرة، سوف يتضمن المنتدى منصات لكبريات الشركات والمؤسسات الحكومية والتعليمية والاستشارية الرائدة، حيث سيتم في المجموع توفير أكثر من 50 منصة عرض مع مجموعة متنوعة من المواد والأنشطة في موقع المنتدى.
من بين ذلك، وفي جناح وزارة العلوم والتعليم العالي الروسي، سيتم تخصيص جناح لمحاربة الاستعمار، وسيخصص جناح وزارة الرياضة للرياضات الجماهيرية، وبرنامج "الرياضة هي معيار الحياة" الذي سيستضيف العروض والفعاليات الرياضية الخاصة بالوزارة.
من المتوقع كذلك وجود منصات منفصلة لوزارة الزراعة الروسية، ودائرة المراقبة المالية الفدرالية، فيما سيكون هناك كذلك عدد من المنصات الخاصة بالمناطق الروسية المختلفة، مثل جمهورية تتارستان، ومنطقة تفير، ساراتوف، فولغوغراد وغيرها من المناطق.
كذلك ستشارك أكثر من 25 شركة من مختلف قطاعات الصناعة الروسية في المعرض، بما في ذلك شركة السكك الحديدية الروسية، التي ستعرض قائمة كاملة من المشاريع والخدمات التي يمكن تنفيذها في الخارج بشروط تعاون مختلفة، وذلك من خلال لوحة تفاعلية باللمس، بحيث سيتمكن المشاركون من التعرف على كل المعلومات اللازمة بشأن المؤشرات الرئيسية للمشاريع وتقنياتها التطبيقية. علاوة على ذلك سيتم توفير خريطة لمشاريع البنى التحتية والخدمات اللوجستية لشركة السكك الحديدية الروسية.
في جناح الشركة المتحدة للمعادن ستعمل 3 شاشات للوسائط المتعددة برسومات ثلاثية الأبعاد تعكس الظروف المناخية المختلفة، مع وجود خطوط أنابيب تعمل بشكل موثوق في الصحراء والقطب الشمالي بنفس الكفاءة.
معرض شركة الأنابيب المعدنية سيشمل تقنيات الإنتاج الفعالة والصديقة للبيئة، وتطوير المنتجات التي تعزز الحفاظ على البيئة، وستعرض الشاشة الرئيسية للجناح مقاطع فيديو حول أنشطة الشركة، ومواقع إنتاجها، وكذلك عن أعمال جامعة TMK2U ومركز الأبحاث في موسكو.
كذلك سوف يتضمن جناح شركة "نوفاتك" نموذج لوحدة مصنع تسييل الغاز الطبيعي، حيث تم تصميم الجناح لإظهار القدرات التكنولوجية للشركة لتنفيذ مشاريع واسعة النطاق لاستخراج وإنتاج الغاز الطبيعي المسال.
وفي جناح "غازبروم" تم التخطيط لعدة مناطق مخصصة للأصول الصناعية الرئيسية للشركة، والتي يمكن أن تساهم منتجاتها في التنمية المستقرة لاقتصاديات دول القارة الإفريقية، حيث ستكون الشاشات الإعلامية الكبيرة أحد المكونات الهامة لهذه المنصة، والتي ستوضح دور المؤسسة المالية التابعة للشركة في التنمية الحالية والمستقبلة للاقتصاد الإفريقي.
كذلك يعتزم مركز التصدير الروسي تنظيم مهمات تجارية لشركات التصدير الروسية على هامش المنتدى، حيث سيتم تنظيم اجتماعات B2B مع الشركاء المحتملين من البلدان الإفريقية، ومن المقرر عقد اجتماعات عمل في منطقة تبادل اتصالات الأعمال الموجودة في الجناح G القرب من منصات الدول الإفريقية.
من المقرر كذلك أن يكون هناك جناح لمؤسسة "روس كونغرس" حيث سينقسم الجناح إلى 3 مواضيع أساسية: قاعة محاضرات ومجموعة تكنولوجيا المعلومات والجامعات ومعرض للشركات المبتكرة.
في قاعة المحاضرات، سيتحدث قادة الشركات الرائدة وممثلون عن السلطات والخبراء عن أحدث الاتجاهات في مجال الأمن السيبراني ورقمنة الاقتصاد. مجموعة تكنولوجيا المعلومات، بدورها، سوف تجمع بين شركات تكنولوجيا المعلومات الروسية المعروفة، والتي تحتل مناصب قيادية في السوق العالمية. ويعرض جزء المعرض الخاص بالشركات المبتكرة الإمكانات العلمية والتكنولوجية للجامعات الروسية والشركات الناشئة.
سيقدم جناح "إينوبراكتيكا" والمدرسة العليا للاقتصاد برنامج "نقل الكفاءات في مجال رقمنة الإدارة العامة"، وبرامج تدريبية لموظفي الهيئات العامة في البلدان الإفريقية، حيث سيتمكن المشاركون في المنتدى من التعرف على العرض التقديمي لمحور تبادل المعرفة في مجال رقمنة الإدارة العامة باستخدام لوحة اللمس الخاصة.
كذلك سيتم عرض عينات من المعدات لعدد من الشركات في قطاع الصناعات الثقيلة.
وستطرح أولى حلقات النقاش يوم غد في "التعاون الدولي في مجال الأمن المالي"، حيث سيتحدث الخبراء حول مكافحة الجرائم المالية وغسيل الأموال وتمويل الإرهاب في ظل التقنيات المالية الحديثة التي تشهد نموا هائلا، وإمكانية إجراء عشرات التحويلات عبر الحدود حول العالم في بضع ثوان فقط. وهو ما يترك مجالا للمحتالين وتجار المخدرات والإرهابيين والمسؤولين الفاسدين وتجار البشر والأسلحة والعناصر الإجرامية الأخرى لاستغلال بعض الثغرات في الأنظمة الرقمية.
ستناقش الجلسة كيفية التحقيق في مثل هذه الجرائم المالية وكشف "الآثار المالية" من خلال التعاون بين سلطات الدولة المختصة في الدول المختلفة التي تؤثر هذه الجرائم على اختصاصها. وسيجيب المشاركون في حلقة النقاش عما هو مطلوب لتعزيز التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف في مجال الأمن المالي ومكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، وكيفية القيام بفعالية بالعمل الوقائي، بما في ذلك مع الشباب، وشرح كيفية ارتكاب الجرائم، بما في ذلك جرائم الاحتيال.
يأتي ذلك على خلفية تحول جزء من قطاعات مهمة من الاقتصاد إلى العمل على الإنترنت، ما وسّع قطاع أسواق الظل على الشبكة العنكبوتية، وزاد من عدد المواقع المكررة المتخفية على أنها أصلية، وزاد من حالات اختلاس الأموال من البطاقات المصرفية وإرسال البريد الإلكتروني العشوائي واستخدام العملات المشفرة من قبل الجماعات الإرهابية وغيرها.
وسوف يحضر القمة 17 رئيس دولة، وخمسة نواب للرئيس وأربعة رؤساء حكومات ورئيسا واحدا للبرلمان فيما سيمثل 17 دولة أخرى نواب رئيس الوزراء والوزراء، معظمهم من وزراء الخارجية، فيما ستمثل خمس دول أخرى على مستوى السفارات.
وقد أكد مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية يوري أوشاكوف على أن منظمات الاتحاد الإفريقي ومجموعة شرق إفريقيا ومنظمة التنمية الحكومية الدولية والشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا والسوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا والمجموعة الإنمائية للجنوب الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا واتحاد المغرب العربي وبنك التصدير الاستيراد الإفريقي ستكون حاضرة في المنتدى.
وسيتضمن اليوم الثاني من المنتدى انعقاد جلستين وحفلا لتوقيع الوثائق التي تشمل عددا من الإعلانات المشتركة وخطة العمل للفترة من عام 2023-2026 التي تغطي مختلف مجالات التعاون الروسي الإفريقي، وجلسة خاصة لبحث الوضع في أوكرانيا بوقت لاحق من نفس اليوم.
المصدر: RT