لا شك أن تخليد الدول لأعياد استقلالها واجب وطني من أهدافه السامية تعزيز حب البلد في نفوس المواطنين والغيرة على هذا الاستقلال الذي يرمز إلى الحرية من كل نير والسيادة المطلقة.
إن تخبط البعض، من الذين كانوا يوصفون إلى ما قبل الانتخابات الرئاسية بقليل بقامات وزعامات سياسية كبيرة ومنظرين كانوا رموزا سامقة، يدل بما لا يدع أدنى مجال للشك أن تحولا عميقا لم يكنوا يتوقونه حصل مع العهد الجديد. ف
في بلد التناقضات الكبرى تُنكر العين حضور الأحزاب، من غياب التحامها بالمواطنين على ميدان التوعية المواطنية مفهوما وممارسة والتأطير المداني والتوجيه السياسي الناضج والعمل التطوعي المثمر والبناء في دائرة العمل التنموي الأشمل،
لفت انتباهي وأنا استمع إلى نشرة ثقافية لإحدى المحطات العربية الدولية ذكر عدة معارض للكتاب أقيمت في بحر أسبوع واحد في دكار عاصمة السنغال وتصدرها المنتج الثقافي والفكري الوطني بما ناهز الثلاثمائة كتاب تلامس كل أشكال المعرفة العلمية والتربوية والجامعية، وفي الآداب والعلوم الإنسانية والسياسية، والفنون السينمائية والمسرحية، والرسم والنحت والتصوير وغيرها م
بعيدا عن التشاؤم، فإنه لا يسرني بتاتا تخثر نخبنا العاجزة وتوكؤها على عصى الماضوية المتجاوزة، ولا أيضا غفلة شعبنا الذي تسكره الأساطير وتهده أمراض التخلف ويكسر شوكته غياب العدالة.
أثناء الانتقال من قناة محلية إلى أخرى لاحظت افتقارها جميعها، حتى العظم، إلى المادة الاعلامية المهنية المتقنة الاعداد والجيدة لإرضاء الفضول المعرفي وتغذية العقول المنشدة التنوير، وإفادة وإغناء وإكساب السلوك المدني مقومات المضي في مسار بناء المواطن السوي.
لا شك أن الساحة السياسة تشهد هدوء لا قبل لها به وأن نبضها المتسارع بات معتدلا وحماها منخفضة. حالة هدوء جديدة تدنت معها حرارة الغليان الذي كان شديدا، وانتهى التراشق البذيء الذي كان سائدا بين أحزاب المعارضة وأحزاب الأغلبية.
ظلت "الثقافة" دائما، وفي شموليتها، المحور الجوهري في سياسات جميع البلدان التي لها شأن معلوم بين الدول ولأممها سبق في التحضر والمدنية حيث ينعم مواطنوها بالرقي السلوكي المشهود ورهافة الحس الجمالي وسمو الذوق الفني والتقدم العلمي والتطور التكنولوجي والعدالة الاجتماعية، لأن نخب هذه البلدان وشعوبها أدركت أن الثقافة هي الرافعة الأولى إلى كل ذلك وضمان استمرا