أعجب لادعائية بألمعية لا يثبتها على أرض الواقع حضور مقنع وعطاء لافت فيه إبداع وتحيين. وأعجب للتغاضي عن حال ثقافية يرثى لها ونضوب فكري يعريه غياب التأليف ونضوب حقول الفكر.
وترى الانتهازيين هذه الأيام الفاصلة عن تخليد عيد الاستقلال في "اكجوجت" عاصمة ولاية "إينشيري" يشحذون همم الطمع ويعدون مراكب النفاق والتزلف لقتل روح المناسبة العظيمة وتحويلها إلى كرنفال تجري فصوله بأموال وسيارات الدولة ووقودها ذهابا وإيابا من العاصمة بأمواجهم التي لا تنتهي.
عدد كبير، من صحفيي مواقع القص واللصق والجرائد التي لا تصدر، ومن المزدوجة في الإعلام الرسمي أصحاب التغطية المطعمة بالتصوير المنتقى الزوايا بعناية، قذفت بهم إلى أحضان بيوت سكان المدينة "المعوض" أهلها عن تكاليف الضيافة، بعدما حملتهم إليها عشرات السيارات الرباعية الدفع المؤجرة والمدعمة بالمال للتزود من محطات الوقود ذهابا وإيابا.
في حين كانت أغلب محاضرات محدثينا، من المؤرخين و الباحثين والأكاديميين، تكرارا بلا تحيين وتعلقا مرضيا بأهداب الأسطورة والخرافة دون علمية التناول، وبالتغني الشاعري بالماضي دون الاستخلاص والاستنباط والتمحيص والغربلة والاستشراف، كان غيرنا من المغاربة والجزائريين يجتهدون، بأكاديمية عالية وتناول منهجي متبصر ومهارة ومقدرة بالغتين على التحقيق، في تقديم مضامي
في السنغال المجاور يقدم أحد رجال "الأعمال" هارون ديا دعما للصحة متمثلا في خمس وستين (65) سيارة إسعاف جديدة، هدية للمستوصفات والمراكز والعيادات الصحية الطبية في محافظة بشمال البلاد.
ويضرب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني المثل الحسن في بداية مأموريته بهذا التعفف الاستثنائي عن المال العام وهو مقبل على أمر عائلي ملح في الخارج في كل تكاليفه على نفقته الخاصة.