هل نظل ندفع ضريبة أبوة الغير؟ /الولي سيدي هيبه

جمعة, 30/06/2023 - 10:25

ما هي مبررات الخطوط التونسية وراء الخطوة التعسفية في الظاهر التي مارستها على المسافرين الموريتانيين في مطار قرطاج وقبلها مصادرة اموال مواطن قادم من باريس في المنطقة الدولية؟

ومهما تكن المبررات لهذا الاجراء الغريب، فإن للموريتانيين في ذلك دورا مؤكدا يعود في الاساس إلي غياب دولتهم في شخصيتهم في الخارج واستهتارهم بالنطام  في المعاملات. 

وليس جديدا على التونسيين اعتبار الموريتانيين شعبا متخلفا من الدرجة الثانية يمارسون عليه بموجب هذا الاعتبار "ابوية" حانية كاذبة مبتدعة un paternalisme étriqué ووصاية ثقافية وعلمية على الدولة منذ ان حفظ التاريخ للحبيب بورقيبه اعترافه بالجمهورية الوليدة بإرادة المستعمر الفرنسي المشترك. 

إن غياب المدنية وضعف الوطنية والاكتفاء بالالقاب المخدرة كبلاد "المليون شاعر" وتقبل الهدايا الرخيصة بلا جهد وبشخصية تعودت الطمع ومد اليد، عوامل كلها، مع غيرها، لم تعن على ظهور السخصية الموريتانية التي تعتز ببلدها وتغار علي هيبة دولتها وتحافظ على مقدراتها وتحفظ وتفرص شخصيتها وتدافع عن مصالحها. 
والغريب أنها نفس الوصاية الابوية الاستعلائية الذي يمارسها المثقفون الافرنكفونيون السينغاليون على نظرائهم الموريتانيين. 

لا غرابة إذا ان يدفع هذا الشعب الهجين ضريبة غياب الوطن في العقل والسلوك وفي ضعف التعامل مع الغير بندية الإباء والاعتداد والشموخ.