الانتحار

ثلاثاء, 02/05/2023 - 16:10

حقائق رئيسية

  • ينتحر كل عام أكثر من 700000 شخص.
  • تقابل كل حالة انتحار حالات أخرى عديدة من محاولات الانتحار. ومحاولة الانتحار من قبل هي العامل الوحيد الأهم الذي يزيد من احتمال الإقدام مرة أخرى على الانتحار لدى المنتحرين.
  • الانتحار هو السبب الرئيسي الرابع للوفاة في صفوف الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً.
  • 77% من حالات الانتحار في العالم تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
  • يعتبر ابتلاع المبيدات، والشنق والأسلحة النارية من بين الأساليب الأكثر شيوعا للانتحار على مستوى العالم.

 في كل عام يضع 703000 شخص نهاية لحياته، وبيد أن أرقام حالات محاولات الانتحار أكبر من ذلك بكثير. وتخلف كل حالة انتحار مأساة تؤثر على الأسر والمجتمعات والبلدان بأكملها وتترتب عنها آثار طويلة الأمد على ذوي الشخص المنتحر. ويحدث الانتحار في أي مرحلة مراحل العمر، وقد صنف في عام 2019 رابع أهم سبب للوفاة بين من تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً على الصعيد العالمي.

ولا يحدث الانتحار في البلدان المرتفعة الدخل فحسب، بل هو ظاهرة تحدث في جميع أقاليم العالم. والواقع أن أكثر من 79% من حالات الانتحار العالمية في عام 2019 حدثت في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

والانتحار مشكلة خطيرة من مشاكل للصحة العامة بيد أنه يمكن تفاديه عبر تدخلات آنية مسندة بالبينات عادة ما تكون منخفضة التكاليف. ولضمان فعالية الاستجابة الوطنية، يتعين وضع استراتيجية شاملة متعددة القطاعات للوقاية من الانتحار.

من هم المعرضون للانتحار؟

على الرغم من ثبوت الصلة بين الانتحار والاضطرابات النفسية (خاصة الاكتئاب والاضطرابات الناجمة عن تعاطي الكحول) في البلدان المرتفعة الدخل، فإن كثيرا حالات الانتحار تحدث باندفاع في لحظات الأزمة عندما تنهار قدرة المرء على التعامل مع ضغوط الحياة، مثل المشاكل المالية، أو الانفصال أو الطلاق أو الآلام والأمراض المزمنة.

وبالإضافة إلى ذلك، ثمة صلة قوية بين النزاعات والكوارث والعنف وسوء المعاملة أو فقد الأحبة والشعور بالعزلة بالسلوك الانتحاري. وترتفع معدلات الانتحار كذلك بين الفئات الضعيفة التي تعاني من التمييز مثل اللاجئين والمهاجرين؛ والشعوب الأصلية؛ والمثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية وحاملي صفات الجنسين؛ والسجناء. بيد أن أقوى عامل يزيد من احتمال الانتحار هو الإقدام على محاولة انتحار من قبل.

طرق الانتحار

يقدر أن نحو 20% من حالات الانتحار العالمية تعزى إلى حالات التسمم بالمبيدات، ومعظمها يقع في المناطق الزراعية الريفية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. ومن أساليب الانتحار الأخرى الشائعة قتل النفس لشنقا أو بإطلاق أعيرة لنارية.

ومن المهم معرفة أكثر طرق الانتحار شيوعا من أجل وضع استراتيجيات أثبتت فعاليتها في الوقاية من الانتحار مثل تقييد الوصول إلى وسائل الانتحار. كما ورد في منشور: عش الحياة: دليل للتنفيذ من أجل الوقاية من الانتحار في البلدان، تعدّ معرفة أساليب الانتحار الأكثر شيوعاً مهمةً لتصميم استراتيجيات الوقاية المثبتة الفعالية، من قبيل الحدّ من فرص الوصول إلى وسائل الانتحار.

الوقاية من الانتحار ومكافحته

يمكن الوقاية من حالات الانتحار. فهناك عدد من التدابير التي يمكن اتخاذها على مستوى الفئات والفئات الفرعية من المعرضين للانتحار وعلى المستوى الفردي لمنع الانتحار ومحاولات الانتحار. ويوصى في نهج "عِش الحياة" (LIVE LIFE)، الذي وضعته المنظمة للوقاية من الانتحار، بالتدخلات التالية التي ثبتت فعاليتها استنادا إلى الأدلة:

  • تقييد الوصول إلى وسائل الانتحار (مثل مبيدات الآفات، والأسلحة النارية، وبعض الأدوية)؛
  • التواصل مع وسائل الإعلام لعرض مواد إعلامية مسؤولة بشأن الانتحار؛
  • تعزيز مهارات الحياة الاجتماعية والعاطفية لدى المراهقين؛
  • التعرف مبكرا على الأفراد الذين يظهرون سلوكيات انتحارية وتقييم حالتهم وإدارتها ومتابعتها.

ويتعين أن تقترن هذه التدخلات بالركائز الأساسية التالية: تحليل الوضع، والتعاون بين القطاعات المتعددة، وإذكاء الوعي، وبناء القدرات، والتمويل،  والرقابة والرصد والتقييم.

وتتطلب جهود الوقاية من الانتحار التنسيق والتعاون بين قطاعات متعددة من المجتمع، ومنها القطاع الصحي والقطاعات الأخرى مثل التعليم والعمل والزراعة وقطاع الأعمال، والعدل، والقانون، والدفاع، والسياسة، والإعلام. وينبغي أن تكون هذه الجهود شاملة ومتكاملة إذ لا يمكن لأي نهج أن يحدث بمفرده أثره على مسألة بهذا القدر من التعقيد مثل مسألة الانتحار.

التحديات والعقبات

وصمة العار والمحرمات

إن وصمة العار التي تحيط بالاضطرابات النفسية والانتحار تعني أن كثيرا ممن يفكرون في وضع نهاية لحياتهم أو حاولوا الانتحار لن يسعوا إلى طلب المساعدة، وبالتالي لن يحصلوا على المساعدة التي يحتاجونها. ولم تعالج مسألة الوقاية من الانتحار بشكل كاف بسبب ضعف التوعية بالانتحار بوصفه واحدا من أبرز مشاكل الصحة العامة واعتبار الحديث عنه صراحةً من المحرمات في كثير من المجتمعات. فحتى الآن، لم تقم سوى قلة من البلدان بإدراج الوقاية من الانتحار ضمن أولوياتها الصحية، ولم يذكر سوى 38 بلدا فقط وجود استراتيجية وطنية للوقاية من الانتحار.

ومن المهم للبلدان إذكاء الوعي المجتمعي وإخراج موضوع الانتحار من دائرة المحرمات لإحراز التقدم في الوقاية منه.

جودة البيانات

على الصعيد العالمي، هنالك ضعف في البيانات المتاحة عن الانتحار ومحاولات الانتحار وفي نوعية هذه البيانات. فهناك نحو 80 دولة عضوا فقط لديها بيانات جيدة عن تسجيل الأحوال المدنية يمكن استخدامها مباشرة لتقدير معدلات الانتحار. ولا تقتصر مشكلة ضعف البيانات حول الوفيات على الانتحار، ولكن نظرا لحساسية الانتحار – وعدم شرعية السلوك الانتحاري في بعض البلدان - من المرجح أن تكون مشكلة ضعف الإبلاغ وسوء التصنيف مطروحة بحدة أكبر فيما يتعلق بالانتحار مقارنة مع سائر أسباب الوفيات الأخرى.

وينبغي الارتقاء بمستوى ترصد ورصد الانتحار ومحاولات الانتحار لوضع استراتيجيات فعالة للوقاية من الانتحار. فالفروق بين البلدان في أنماط الانتحار، والتغيرات في معدلات وخصائص وأساليب الانتحار تبرز حاجة كل بلد إلى تحسين شمولية وجودة وتوقيت البيانات المتعلقة بالانتحار. ويشمل ذلك تسجيل الأحوال المدنية المتعلقة بالانتحار، وسجلات المستشفيات الخاصة بمحاولات الانتحار الدراسات الاستقصائية الوطنية التي تقوم بجمع المعلومات حول محاولات الانتحار المبلغ عنها ذاتيا.

استجابة المنظمة

تصنف منظمة الصحة العالمية الانتحار في عداد أولويات الصحة العامة. ويهدف أول تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية في عام 2014 عن الانتحار بعنوان "الوقاية من الانتحار: ضرورة عالمية" إلى زيادة الوعي بأهمية الانتحار ومحاولات الإقدام عليه من منظور الصحة العامة، وإلى جعل الوقاية من الانتحار أولوية قصوى على جدول أعمال الصحة العامة العالمي. ويهدف التقرير أيضا إلى تشجيع البلدان ومساعدتها على تطوير أو تعزيز استراتيجيات شاملة للوقاية من الانتحار في سياق نهج متعدد القطاعات للصحة العامة.

ويعد الانتحار من المشكلات التي تحظى بالأولوية في برنامج عمل المنظمة الخاص بسد الفجوات في مجال الصحة النفسية، الذي تم إطلاقه في عام 2008، والذي يتيح إرشادات تقنية مسندة بالبينات من أجل الارتقاء بمستوى الخدمات والرعاية المقدمة في البلدان فيما يتعلق بالاضطرابات النفسية والعصبية والاضطرابات الناجمة عن تعاطي المخدرات. وقد التزمت الدول الأعضاء في المنظمة بموجب خطة عمل منظمة الصحة العالمية للصحة النفسية 2013-2030 بالعمل من أجل تحقيق الهدف العالمي المتعلق بخفض معدل الانتحار في البلدان بمقدار الثلث بحلول عام 2030.

وبالإضافة إلى ذلك، تُعد معدلات الوفيات الناجمة عن الانتحار مؤشراً من مؤشرات الغاية 3-4 من أهداف التنمية المستدامة: تخفيض الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية بمقدار الثلث من خلال الوقاية والعلاج وتعزيز الصحة والسلامة العقليتين بحلول عام 2030.

17 حزيران/يونيو 2021

المصدر: منظمة الصحة العالمية